13
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

ثُمَّ أَمَرَ نَاراً، فَأُسْعِرَتْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ادْخُلُوهَا، فَهَابُوهَا، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: ادْخُلُوهَا، فَدَخَلُوهَا، فَقَالَ: كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً، فَكَانَتْ بَرْداً وَسَلاَماً.
فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ: يَا رَبِّ، أَقِلْنَا۱، فَقَالَ: قَدْ أَقَلْتُكُمْ، فَادْخُلُوهَا، فَذَهَبُوا، فَهَابُوهَا، فَثَمَّ ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ هؤلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤلاَءِ، وَلاَ هؤلاَءِ مِنْ هؤلاَءِ».

۱۴۵۷.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ:
أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ جَلَّ وَعَزَّ: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى»۲ إِلى آخِرِ الاْيَةِ.
فَقَالَ ـ وَأَبُوهُ يَسْمَعُ عليهماالسلام ـ: «حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ التُّرْبَةِ الَّتِي خَلَقَ مِنْهَا آدَمَ عليه‏السلام، فَصَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْعَذْبَ الْفُرَاتَ، ثُمَّ تَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْمَالِحَ الْأُجَاجَ، فَتَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَلَمَّا اخْتَمَرَتِ الطِّينَةُ أَخَذَهَا، فَعَرَكَهَا عَرْكاً شَدِيداً، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ مِنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، وَأَمَرَهُمْ جَمِيعاً أَنْ يَقَعُوا فِي النَّارِ، فَدَخَلَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلاَماً، وَأَبى أَصْحَابُ الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا».

۱۴۵۸.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه‏السلام، أَرْسَلَ الْمَاءَ عَلَى الطِّينِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً فَعَرَكَهَا، ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَيْنِ بِيَدِهِ، ثُمَّ ذَرَأَهُمْ فَإِذَا هُمْ يَدِبُّونَ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً، فَأَمَرَ أَهْلَ الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا، فَذَهَبُوا إِلَيْهَا، فَهَابُوهَا وَلَمْ

1.. أقال اللّه‏ عثرته : رفعه من سقوطه . المصباح المنير ، ص ۵۲۱ قيل .

2.. الأعراف ۷ : ۱۷۲ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
12

۲ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ، وَفِيهِ زِيَادَةُ وُقُوعِ التَّكْلِيفِ الْأَوَّلِ۱

۱۴۵۶.۱. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زُرَارَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ ابْتِدَاءُ الْخَلْقِ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ قَالَ: كُنْ مَاءً عَذْباً ؛ أَخْلُقْ مِنْكَ جَنَّتِي وَأَهْلَ طَاعَتِي، وَكُنْ مِلْحاً أُجَاجاً؛ أَخْلُقْ مِنْكَ نَارِي وَأَهْلَ مَعْصِيَتِي، ثُمَّ أَمَرَهُمَا، فَامْتَزَجَا، فَمِنْ ذلِكَ صَارَ يَلِدُ الْمُؤمِنُ الْكَافِرَ، وَالْكَافِرُ الْمُؤمِنَ۲.
ثُمَّ أَخَذَ طِيناً مِنْ أَدِيمِ۳ الْأَرْضِ، فَعَرَكَهُ۴ عَرْكاً شَدِيداً، فَإِذَا هُمْ كَالذَّرِّ۵ يَدِبُّونَ۶، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلاَمٍ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: إِلَى النَّارِ وَلاَ أُبَالِي.

1.. في شرح المازندراني ، ج ۸ ، ص ۱۳ : «يفهم من الروايات أنّ التكليف الأوّل ـ وهو ما وقع قبل التكليف في دار الدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب ـ متعدّد : الأوّل : كان في عالم الأرواح الصرفة . الثاني : كان وقت تخمير الطينة قبل خلق آدم منها . الثالث : كان بعد خلق آدم منها حين أخرجهم من صلبه وهم ذرّ يدبّون يمينا وشمالاً . وكلّ من أطاع في هذه التكاليف الثلاثة فهو يطيع في تكليف الدنيا ، وكلّ من عصى فيها فهو يعصي فيه .

2.. في مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۱۷ : «أقول : لايبعد أن يكن الماء العذب كناية عمّا خلق اللّه‏ في الإنسان من الدواعي إلى الخير والصلاح كالعقل والنفس الملكوتي ، والماء الاُجاج عمّا ينافي ويعارض ذلك ويدعو إلى الشهوات الدنيّة واللذّات الجسمانيّة من البدن وما ركّب فيه من الدواعي إلى الشهوات ؛ ويكون مزجهما كناية عن تركيبهما في الإنسان . فقوله : أخلق منك ، أي من أجلك جنّتي وأهل طاعتي ؛ إذ لولا في الإنسان من جهة الخير لم يكن لخلق الجنّة فائدة، ولم يكن يستحقّها أحد، ولم يصر أحد مطيعا له تعالى. وكذا قوله: أخلق منك ناري؛ إذ لولا ما في الإنسان من دواعي الشرور لم يكن يعصي اللّه‏ أحد، ولم يحتج إلى خلق النار للزجر عن الشرور».

3.. أديم كلّ شيء: ظاهر جلده . واُدمة الأرض : وجهها. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۷۲؛ معجم مقائيس اللغة ، ج ۱ ، ص ۷۲ أدم .

4.. عركت الشيء أعرُكُه عَرْكا : دَلَكْتُه . وفي الوافي : «ولعلّه كناية عن مزجه بحيث يحصل منه المزاج المستعدّ للحياة» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۹ عرك .

5.. «الذرّ» : صغار النمل . الواحدة : ذرّة . وفي الوافي : «ووجه الشبه الحسّ والحركة وكونهم محلّ الشعور مع صغر الجثّة والخفاء» . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۰۷ ذرّ .

6.. دبّ الصغير يدبّ دَبيبا ، ودبّ الجيش دَبيبا أيضا : ساروا سَيرا ليّنا . المصباح المنير ، ص ۱۸۸ دبّ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18076
صفحه از 803
پرینت  ارسال به