117
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

۱۶۹۲.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «يَا حَفْصُ، إِنَّ مَنْ صَبَرَ، صَبَرَ قَلِيلاً، وَإِنَّ مَنْ جَزِعَ، جَزِعَ قَلِيلاً».
ثُمَّ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَأَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَالرِّفْقِ، فَقَالَ: «وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً۱ وَذَرْنِى وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِى النَّعْمَةِ»۲ وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»۳.
فَصَبَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَتّى نَالُوهُ۴ بِالْعَظَائِمِ، وَرَمَوْهُ بِهَا، فَضَاقَ صَدْرُهُ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدِينَ»۵ ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَرَمَوْهُ، فَحَزِنَ لِذلِكَ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتّى أَتاهُمْ نَصْرُنا»۶.
فَأَلْزَمَ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله نَفْسَهُ الصَّبْرَ، فَتَعَدَّوْا، فَذَكَرُوا اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَكَذَّبُوهُ، فَقَالَ: قَدْ صَبَرْتُ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَعِرْضِي، وَلاَ صَبْرَ لِي عَلى ذِكْرِ إِلهِي، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِى سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ۷ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ.
ثُمَّ بُشِّرَ فِي عِتْرَتِهِ بِالْأَئِمَّةِ، وَوُصِفُوا بِالصَّبْرِ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤهُ: «وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً

1.. في شرح المازندراني، ج۸، ص۲۶۳: «الهجر الجميل هو أن يجانبهم ويداريهم ولا يكافيهم ويكل أمرهم إلى اللّه‏».

2.. المزّمّل ۷۳ : ۱۰ ـ ۱۱ .

3.. فصّلت ۴۱ : ۳۴ ـ ۳۵ .

4.. في الوافي : «نالوه بالعظائم ورموه بها ؛ يعني نسبوه إلى الكذب والجنون والسحر وغير ذلك وافتروا عليه» .

5.. الحجر ۱۵ : ۹۷ ـ ۹۸ .

6.. الأنعام ۶ : ۳۳ ـ ۳۴ .

7.. «اللغوب» : التعب والإعياء . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۴۲ لغب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
116

۴۶ ـ بَابُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللّهِ عَلى عَمَلٍ

۱۶۸۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «مَنْ سَمِعَ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ عَلى شَيْءٍ، فَصَنَعَهُ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلى مَا بَلَغَهُ».

۱۶۸۹.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللّهِ عَلى عَمَلٍ، فَعَمِلَ ذلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذلِكَ الثَّوَابِ، أُوتِيَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَهُ۱».

۴۷ ـ بَابُ الصَّبْرِ

۱۶۹۰.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «الصَّبْرُ رَأْسُ الاْءِيمَانِ».

۱۶۹۱.۲. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْفُضَيْلِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «الصَّبْرُ مِنَ الاْءِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ، كَذلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الاْءِيمَانُ».

1.. في الوافي : «وذلك لأنّ الأعمال الجسمانيّة لا قدر لها عند اللّه‏ إلاّ بالنيّات القلبيّة ، ومن يعمل بما سمع أنّه عبادة فإنّما يعمل به طاعةً للّه‏ وانقيادا لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، فيكون عمله مشتملاً على نيّة التقرّب وهيئة التسلّم وإن كان نسبته إلى الرسول خطأ؛ وذلك لأنّ الخطأ لم يصدر منه باجتهاده ، وإنّها صدر من غيره ، وهو إنّما تبع ما سمع» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18379
صفحه از 803
پرینت  ارسال به