قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنِّي وُلِدْتُ بِالْجَبَلِ، وَنَشَأْتُ فِي أَرْضِ فَارِسَ، وَإِنَّنِي أُخَالِطُ النَّاسَ فِي التِّجَارَاتِ وَغَيْرِ ذلِكَ، فَأُخَالِطُ الرَّجُلَ، فَأَرى لَهُ حُسْنَ السَّمْتِ۱ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَكَثْرَةَ أَمَانَةٍ، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ، فَأَتَبَيَّنُهُ عَنْ عَدَاوَتِكُمْ؛ وَأُخَالِطُ الرَّجُلَ، فَأَرى مِنْهُ سُوءَ الْخُلُقِ وَقِلَّةَ أَمَانَةٍ وَزَعَارَّةً۲، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ، فَأَتَبَيَّنُهُ عَنْ وَلاَيَتِكُمْ، فَكَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ؟
قَالَ: فَقَالَ لِي: «أَمَا عَلِمْتَ يَا ابْنَ كَيْسَانَ، أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخَذَ طِينَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَطِينَةً مِنَ النَّارِ، فَخَلَطَهُمَا جَمِيعاً، ثُمَّ نَزَعَ هذِهِ مِنْ هذِهِ، وَهذِهِ مِنْ هذِهِ۳، فَمَا رَأَيْتَ مِنْ أُولئِكَ مِنَ الْأَمَانَةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَحُسْنِ السَّمْتِ، فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ يَعُودُونَ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ، وَمَا رَأَيْتَ مِنْ هؤلاَءِ مِنْ قِلَّةِ
الْأَمَانَةِ وَسُوءِ الْخُلُقِ وَالزَّعَارَّةِ، فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ مِنْ طِينَةِ النَّارِ، وَهُمْ يَعُودُونَ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ».
۱۴۵۴.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: الْمُؤمِنُونَ مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
۱۴۵۵.۷. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليهالسلام بَعَثَ جَبْرَئِيلَ عليهالسلام فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً بَلَغَتْ قَبْضَتُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ تُرْبَةً، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرى مِنَ
1.. «السَّمت» : هيئة أهل الخير . راجع : مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ سمت.
2.. يجوز فيه التخفيف. ومعناه: شراسَة الخُلُق. الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۷۰ زعر .
3.. قال في الوافي : «معناه أنّه نزع طينة الجنّة من طينة النار ، وطينة النار من طينة الجنّة بعد ما مسّت إحداهما الاُخرى ، ثمّ خلق أهل الجنّة من طينة الجنّة ، وخلق أهل النار من طينة النار» .