101
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَذَكَرْنَا الْأَعْمَالَ، فَقُلْتُ أَنَا: مَا أَضْعَفَ عَمَلِي!
فَقَالَ: «مَهْ، اسْتَغْفِرِ اللّهَ» ثُمَّ قَالَ لِي: «إِنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ مَعَ التَّقْوى خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ بِلاَ تَقْوى».
قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ كَثِيرٌ بِلاَ تَقْوى؟!
قَالَ: «نَعَمْ، مِثْلُ الرَّجُلِ يُطْعِمُ طَعَامَهُ، وَيَرْفُقُ جِيرَانَهُ، وَيُوَطِّئُ۱ رَحْلَهُ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ، فَهذَا الْعَمَلُ بِلاَ تَقْوى، وَيَكُونُ الاْخَرُ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ».

۱۶۲۷.۸. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ، عَنْ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «مَا نَقَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَبْداً مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلى عِزِّ التَّقْوى إِلاَّ أَغْنَاهُ مِنْ غَيْرِ مَالٍ، وَأَعَزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ، وَآنَسَهُ مِنْ غَيْرِ بَشَرٍ».

۳۷ ـ بَابُ الْوَرَعِ

۱۶۲۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلاَلٍ الثَّقَفِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنِّي لاَ أَلْقَاكَ إِلاَّ فِي السِّنِينَ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ آخُذُ بِهِ.
فَقَالَ: «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّهِ وَالْوَرَعِ وَالاِجْتِهَادِ۲، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لاَ وَرَعَ فِيهِ».

۱۶۲۹.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ:

1.. «التوطئة» : التمهيد والتذليل . ورجل مُوطّأ الأكناف : سهل دَمِث كريم مضياف ، أو يتمكّن في ناحيته صاحبُه . و«الرحل» : مسكنك وما تستصحبه من الأساس . وهو هنا كناية عن كثرة الضيافة وقضاء حوائج المؤمنين بكثرة الواردين على منزله ، أو كناية عن التواضع والتذلّل . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۱ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ وطأ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۸۳ (رحل) .

2.. في الوافي : «الورع : كفّ النفس عن المعاصي ومنعها عمّا لاينبغي ، والاجتهاد : تحمّل المشقّة في العبادة» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
100

۱۶۲۴.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يَقُولُ: لاَ يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟!».

۱۶۲۵.۶. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ـ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ـ كُونُوا النُّمْرُقَةَ۱ الْوُسْطى، يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي، وَيَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِي».
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ ـ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا الْغَالِي؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لاَ نَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا، فَلَيْسَ أُولئِكَ مِنَّا، وَلَسْنَا مِنْهُمْ».
قَالَ: فَمَا التَّالِي؟ قَالَ: «الْمُرْتَادُ، يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ يُؤجَرُ عَلَيْهِ».
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «وَ اللّهِ، مَا مَعَنَا مِنَ اللّهِ بَرَاءَةٌ، وَلاَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللّهِ قَرَابَةٌ، وَلاَ لَنَا عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ، وَلاَ نَتَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِلّهِ،
تَنْفَعُهُ وَلاَيَتُنَا ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِلّهِ، لَمْ تَنْفَعْهُ وَلاَيَتُنَا، وَيْحَكُمْ لاَ تَغْتَرُّوا، وَيْحَكُمْ لاَ تَغْتَرُّوا».

۱۶۲۶.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

1.. «النمرقة» بضمّ النون والراء وبكسرهما وبفتح النون وبغير هاء : الوسادة الصغيرة ، فاستعار عليه‏السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى باعتبار أنّ التالي ، أي المفرّط المقصّر في الدين يلحق بهم ، والغالي ، أي المفرّط المتجاوز يرجع إليهم ، كما يستند إلى النمرقَة المتوسّطة من على جانبيها . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۶۱ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18282
صفحه از 803
پرینت  ارسال به