417
الكافي - المجلد الرابع عشر

لَنْ تَعْدُوَ ۱ الدُّنْيَا إِذَا تَنَاهَتْ إِلَيْهَا أُمْنِيَّةُ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِيهَا ، الْمُحِبِّينَ لَهَا ، الْمُطْمَئِنِّينَ إِلَيْهَا ، الْمَفْتُونِينَ بِهَا أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالْأَنْعامُ» ۲ الْايَةَ ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُصِبِ امْرُؤٌ مِنْكُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا حَبْرَةً ۳ إِلَا أَوْرَثَتْهُ عَبْرَةً ۴ ، وَلَا يُصْبِحُ فِيهَا فِي جَنَاحٍ آمِنٍ إِلَا وَهُوَ يَخَافُ فِيهَا نُزُولَ جَائِحَةٍ ۵ ، أَوْ تَغَيُّرَ نِعْمَةٍ ، أَوْ زَوَالَ عَافِيَةٍ ۶ ، مَعَ أَنَّ الْمَوْتَ مِنْ وَرَاءِ ذلِكَ ، وَهَوْلَ ۷ الْمُطَّلَعِ ۸ وَالْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ الْعَدْلِ ، تُجْزى ۹ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا عَمِلَتْ «لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنى» ۱۰ .
فَاتَّقُوا اللّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَسَارِعُوا إِلى رِضْوَانِ اللّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا

1.«لن تعدو» أي لن تتجاوز ، أو لن تجاوز ، يقال : عدا عليه يعدو ، أي تجاوز الحدّ ، وعداه يعدوه ، أي جاوزه . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۲۱ ؛ المصباح المنير ، ص ۳۹۷ (عدا) .

2.يونس (۱۰) : ۲۴ .

3.في «د ، بف» : «حيرة» . وفي «م ، جت ، جد» : «خبرة» . والحَبْرةُ ، بالفتح : النعمة وسعة العيش ، وكذلك الحُبور . النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۲۷ (حبر) .

4.في «بف» : «غيره» . وفي حاشية «جت» : «غيرة» . والعَبْرة ، بالفتح : الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردّد البكاء في الصدر ، أو الحزن بلا بكاء ، والجمع : عَبَرات وعِبَرٌ . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۰۹ (عبر) .

5.قال الجوهري : «الجَوْح : الاستئصال ، حُجْتُ الشيءَ أجُوحه ، ومنه الجائحة ، وهي الشدّة التي تجتاح المال من سنة أو فتنة» . وقال ابن الأثير : «الاجتياح من الجائحة ، وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها ، وكلُّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحةٌ ، والجمع : جوائح» . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۶۰ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۱۲ (جوح) .

6.في البحار : + «مافيه» .

7.الهَوْل : الخوف والأمر الشديد . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۵ (هول) .

8.قال الجوهري : «المُطَّلَعُ : المَأْتى ، يقال : أين مطّلع هذا الأمر ، أي مأتاه ، وهو موضع الاطّلاع من إشراف إلى انحدار ، وفي الحديث : من هول المطَّلع ، شبّه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك» . وقال ابن الأثير: «يريد به الموقف يوم القيامة ، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبّهه بالمطّلع الذي يُشْرَف عليه من موضع عال» . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۴ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۳۲ (طلع) .

9.في «جد» : «يجزى» . وفي «م» بالتاء والياء معا .

10.النجم (۵۳) : ۳۱ .


الكافي - المجلد الرابع عشر
416

الْحَلَالَ ، وَحَرَّمَ فِيهِ الْحَرَامَ ، وَشَرَعَ فِيهِ الدِّينَ لِعِبَادِهِ عُذْرا وَنُذْرا ۱ لِئَلَا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، وَيَكُونَ بَلَاغا ۲ لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ، فَبَلَّغَ رِسَالَتَهُ ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ ، وَعَبَدَهُ حَتّى أَتَاهُ الْيَقِينُ ۳ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما كَثِيرا.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللّهِ وَأُوصِي نَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ الَّذِي ابْتَدَأَ بَدْأَ ۴ الْأُمُورِ بِعِلْمِهِ ، وَإِلَيْهِ يَصِيرُ غَدا مِيعَادُهَا ۵ ، وَبِيَدِهِ فَنَاؤُهَا وَفَنَاؤُكُمْ ، وَتَصَرُّمُ ۶ أَيَّامِكُمْ ، وَفَنَاءُ آجَالِكُمْ ، وَانْقِطَاعُ مُدَّتِكُمْ ، فَكَأَنْ قَدْ زَالَتْ عَنْ قَلِيلٍ ۷ عَنَّا وَعَنْكُمْ ، كَمَا زَالَتْ عَمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَاجْعَلُوا ۸ عِبَادَ اللّهِ اجْتِهَادَكُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا التَّزَوُّدَ مِنْ يَوْمِهَا الْقَصِيرِ لِيَوْمِ الْاخِرَةِ الطَّوِيلِ ، فَإِنَّهَا دَارُ عَمَلٍ، وَالْاخِرَةَ دَارُ الْقَرَارِ وَالْجَزَاءِ، فَتَجَافَوْا عَنْهَا ۹ ، فَإِنَّ الْمُغْتَرَّ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا ۱۰ ،

1.في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد» : «أو نذرا» . وفي مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۵۷ : «قوله عليه السلام : عذرا ونذرا ، هما مصدران ل «عذر» : إذا محى الإساءة . و«أنذر» : إذا خوّف ، أو جمعان لعذير بمعنى المعذرة ، ونذير بمعنى الإنذار ، أو بمعنى العاذر والمنذر . ونصبهما على الأوّلين بالعلّيّة ، أي عذرا للمحقّين ، ونذرا للمبطلين ، وعلى الثالث بالحاليّة . ويمكن قراءتهما بضمّ الذالين وسكونهما ، كما قرئ بهما في الآية» . وراجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۴۸ (عذر) ؛ و ج ۵ ، ص ۲۰۱ (نذر) .

2.«بلاغا» أي كفايةً ، أو هو مصدر بمعنى الوصول إلى المقصود ، والحمل للمبالغة في السببيّة ، أي ليكون سبب بلوغ ووصول إلى البغية . راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۲۰۹ ؛ مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۵۸ .

3.المراد من اليقين هو الموت ؛ فإنّه متيقّن لحوقه لكلّ حيّ مخلوق .

4.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والمرآة . وفي المطبوع والوافي : - «بدأ» .

5.في «ع ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوافي : «معادها» . وفي «بح» : «معادلها» .

6.الصَرْم : القطع ، والتصرّم : التقطّع . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۶۵ (صرم) .

7.في المرآة : «كلمة «عن» بمعنى بعد ، أي بعد زمان قليل» .

8.في «د» : «واجعلوا» .

9.«فتجافوا عنها» أي اتركوها وابعدوا عنها ؛ من الجفاء ، وهو البعد عن الشيء ، وترك الصلة والبرّ . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۸۰ (جفا) .

10.في شرح المازندراني : «فإنّ المغترّ من اغترّبها . الظاهر أنّ الأوّل من الغرّة بالكسر ، وهي الغفلة ، والثاني من الغرور ، وهو الخدعة ، أي الغافل عن اللّه وعن أمر الآخرة من انخدع بالدنيا وزهراتها» .

  • نام منبع :
    الكافي - المجلد الرابع عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي، نعمة الله الجليلي، علي الحميداوي، السيّد علي‌رضا الحسيني
    تعداد جلد :
    16
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10197
صفحه از 892
پرینت  ارسال به