هذا ، وقد وقع شخص آخر في أسانيد الكافي بهذا الاسم والنسب ، وهو غير صاحب العنوان قطعا ؛ لروايته عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام مباشرة ، وعنه الكليني بأربعة وسائط ۱
، ولا يعنينا أمره.
قال النجاشي: «عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن ... أبو الحسن الجوّاني، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب أخبار صاحب فخّ، وكتاب أخبار يحيى بن عبداللّه بن حسن» ۲ .
۲۲ ـ عليّ بن الحسين السعدآبادي:
۱۸. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ۳ ، قَالَ : ۴ كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا عليه السلام ، فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَالاْءَدَبَ ، فَقَالَ : «يَا أَبَا هَاشِمٍ ، الْعَقْلُ حِبَاءٌ ۵ مِنَ اللّهِ ، وَالاْءَدَبُ كُلْفَةٌ ۶ ؛ فَمَنْ تَكَلَّفَ الاْءَدَبَ ، قَدَرَ عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ ، لَمْ يَزْدَدْ بِذلِكَ إِلاَّ جَهْلاً» ۷ .
هو من مشايخ الكليني، ذكره الشيخ في رجاله، قائلاً: «يروي عنه الكليني رحمهالله، وروى عنه الزراري رحمهالله، وكان معلّمه» ۸ . كما ذكره الزراري في رسالته في آل أعين مصرّحا بأنّه مؤدّبه ۹ .
وكونه من مشايخ القمّيّين وفي عصر الأشعري بالذات ، مع اعتماد أجلّاء المشايخ الكبار عليه ، كثقة الإسلام الكليني ، والفقيه الجليل الزراري ، يكشف عن حسن حاله . وهو أحد رجال عدّة الكافي عن البرقي .
۲۳ ـ عليّ بن محمّد بن سليمان:
من مشايخ الكليني، لم يرو عنه في الكافي، ومن وقع في إسناده بهذا الاسم فهو غيره .
قال الشيخ الصدوق: «حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام رضىاللهعنه، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان ...» ۱۰ .
ورواية الشيخ الصدوق المذكورة لم يروها الكليني في الكافي . نعم ، وقع في الكافي عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي في حدود ستّ روايات، وهو يروي عنه بواسطتين
1.الكافي ، كتاب التوحيد ، باب المشيئة والإرادة ، ح ۳۸۷ .
2.رجال النجاشي ، ص ۲۶۲ ، الرقم ۶۸۷.
3.. هكذا في «ب، ج، ض، ف ، و، بح، بس ، جر» . وفي «بر» : «عليّ بن إبراهيم عن أبي هاشم الجعفري» . وفي «بف »: «عليّ بن هاشم عن أبي هاشم الجعفري» . وفي المطبوع : «عليّ ، [عن أبيه] عن أبي هاشم الجعفري».
لايقال : إنّ عليّ بن إبراهيم لم يدرك أباهاشم الجعفري ، ولم يثبت روايته عنه ، بخلاف أبيه ، فإنّه يروي عنه ، فيكون الصواب ما في المطبوع.
فإنّه يقال: عدم إدراك عليّ بن إبراهيم لأبي هاشم الجعفري ليس بثابت؛ فقد روى سعد بن عبداللّه عن أبي هاشم الجعفري في الغيبة للطوسي ، ص ۲۰۵ ، ح ۱۷۳ ، وص ۲۰۶ ، ح ۱۷۵ ـ وقد عبّر عنه ب «داود بن قاسم الجعفري» ـ ، وص ۲۰۷ ، ح ۱۷۶، و ص ۴۳۰ ، ح ۴۲۱ . وروى عنه أبوالقاسم الكتنجي الحيّ في سنة ۳۲۸ ، في الأمالي للطوسي ، ص ۲۴۵ ، المجلس ۹، ح ۴۲۶.
فعليه من المحتمل إدراك عليّ بن إبراهيم إيّاه وروايته عنه ، يؤيّد هذا الاحتمال بعض ما ورد في الأسناد من رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي هاشم الجعفري . كما في الكافي، ح ۴۶۳۰؛ فإنّه مضافا إلى عدم ذكر «عن أبيه» في أكثر النسخ ـ كما في هامش المطبوع ـ أورد الشيخ الطوسي الخبر في التهذيب، ج ۳، ص ۳۲۷، ح ۱۰۲۱ ـ والخبر مأخوذ من الكافي من غير تصريح ـ عن عليّ بن إبراهيم عن أبي هاشم الجعفري، وهذا كاشف عن خلوّ نسخة الشيخ أيضا عن «عن أبيه» . وكذا ما ورد في عيون الأخبار ، ج ۲، ص ۲۵۶ ، ح ۶؛ فقد أورده الشيخ الحرّ في الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۵۵۶ ، ح ۱۹۸۱۰ ، من دون ذكر «عن أبيه».
والمظنون قويّا ، أنّ ذكر «عن أبيه» بين عليّ [بن إبراهيم] وأبي هاشم الجعفري قد نشأ من أُنس ذهن النسّاخ بذكر عبارة «عن أبيه» بعد عليّ [بن إبراهيم] ؛ لكثرة روايات عليّ بن إبراهيم عن أبيه جدّا . والمتتبّع في الأسناد يرى برأي العين أنّ هذا الاُنس من العوامل الواضحة لوقوع بعض الزيادات في الأسناد ، سيّما أسناد عليّ بن إبراهيم.
4.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۲۴
5.. «الحباء» : العطاء ، يقال: حباه يحبوه ، أي أعطاه . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۸ (حبو).
6.. «الكلفة»: ما تتكلّفه وتختاره على خلاف عادتك، وعلى مشقّة من أمر في نائبة أو حقّ . اُنظر : لسان العرب، ج۹، ص۳۰۷ (كلف).
7.. تحف العقول، ص۴۴۸ الوافي، ج۱، ص۱۰۹، ح۲۱.
8.رجال الطوسي ، ص ۴۳۳ ، ح ۶۱۹۹ .
9.رسالة أبي غالب الزراري ، ص ۱۶۲ ، الرقم ۱۴.
10.علل الشرائع ، ص ۱۳۲ ، ح ۱ ؛ التوحيد ، ص ۱۷۶ ، ح ۸ .