39
الكافي - المجلد الاول

۲ ـ مكان الوفاة:

اتّفق الكلّ على أنّ وفاته كانت ببغداد، ولم أجد المخالف في هذا إلّا ما كان من أحمد أمين المصري (۱۳۷۳ ه ) الذي زعم أنّ وفاة الكليني بالكوفة ۱ . والمعروف عن أحمد أمين أنّه لم يطّلع على كتب الشيعة في خصوص معرفة عقائدهم وأعلامهم.
وخرجت جموع الشيعة ببغداد في ذلك اليوم الحزين لتلقي نظرة الوداع الأخيرة إلى جثمان عالمها وفقيهها ومحدّثها الشيخ الكليني رحمه‏الله، واحتشدت بخشوع ليؤمّها في الصلاة نقيب الطالبيّين ببغداد السيّد محمّد بن جعفر الحسني المعروف بأبي قيراط، ثمّ نقلته بعد ذلك إلى مثواه الأخير.
جدير بالذكر، أنّه قد شهدت بغداد وغيرها في سنة (۳۲۹ ه ) وفيات عدد من أقطاب الإماميّة، كالشيخ الصدوق الأوّل، والسفير الرابع الشيخ عليّ بن محمّد السمري، كما مات فيها عدد جمّ من علماء الطوائف والمذاهب الاُخرى من فقهاء ومتكلّمين ومحدّثين، حتّى سمّيت تلك السنة بسنة موت العلماء، وحصل في تلك السنة من الأحداث ما لم يعهد مثله، كتناثر النجوم فيما قاله النجاشي، مع مطر عظيم، ورعد هائل، وبرق شديد فيما قاله الخطيب البغدادي ۲ ، ممّا يدلّ على شؤم تلك السنة.

۳ ـ قبره:

يُعلم ممّا تقدّم أنّ مكان قبر الكليني في الجانب الغربي من بغداد؛ لتصريح الشيخ الطوسي وغيره بأنّه دفن ببغداد في مقبرة باب الكوفة، قرب صراة الطائي، وقد رأى الشيخ أحمد بن عبدالواحد المعروف بابن عبدون (م ۴۲۳ه) أحد مشايخ الشيخ الطوسي والنجاشي ، قبر الشيخ الكليني في صراة الطائي وعليه لوح مكتوب فيه اسمه واسم أبيه.
وصراة الطائي اسم لنهرين ببغداد وكلاهما في الجانب الغربي من بغداد ؛ أحدهما: يسمّى الصراة العظمى، أو الصراة العليا. والآخر: يسمّى الصراة الصغرى، أو الصراة

1.ضحى الإسلام ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ .

2.تاريخ بغداد ، ج ۱ ، ص ۹۳.


الكافي - المجلد الاول
38

مقبرتها» ۱ . وتابعه على ذلك السيّد ابن طاووس ۲ ، واختاره من العامّة ابن ماكولا ۳ ، وابن عساكر الدمشقي ۴ ، وغيرهما .
الثاني ـ تحديد تاريخ الوفاة بسنة (۳۲۹ ه )، وهو القول الثاني للشيخ الطوسي، قال في الرجال: «مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة في شعبان ببغداد، ودفن بباب الكوفة» ۵ . واختاره النجاشي، قال: «ومات أبو جعفر الكليني رحمه‏اللهببغداد، سنة تسع وعشرين وثلاثمائة سنة تناثر النجوم، وصلّى عليه محمّد بن جعفر الحسني أبو قيراط» ۶ . وذهب إلى هذا القول من العامّة أبو الفداء ۷ ، وإسماعيل باشا البغدادي ۸ .
وهذا القول هو الراجح ؛ لجملة من الاُمور، هي:
أ ـ إنّ أسبق مصادر القول الأوّل الذي حدّد وفاة الكليني رحمه‏الله بسنة (۳۲۸ ه ) هو فهرست الشيخ الطوسي، ولا يبعد أن يكون هو المصدر الأساس لبقية الكتب التي حدّدت الوفاة بتلك السنة ، سواءً كانت شيعيّة أو غيرها.
ب ـ المشهور هو أنّ الشيخ الطوسي ألّف كتاب الفهرست قبل كتاب الرجال، وهذا يعني أنّ قوله في الرجال الموافق لقول النجاشي بمثابة الرجوع عن قوله السابق.
ج ـ توفّر القرينة الدالّة على صحّة سنة (۳۲۹ ه )، وهي ذكر شهر الوفاة، وهو شهر شعبان كما مرّ في كلام الشيخ الطوسي في رجاله، في حين تفتقر سنة (۳۲۸ ه ) إلى مثل هذا التحديد.
جدير بالذكر أنّ شهر شعبان من سنة (۳۲۹ ه . ق) يصادف شهر مايس من سنة ۹۴۱م، وشهر أرديبهشت من سنة (۳۲۲ ه . ش).

1.الفهرست للطوسي ، ص ۱۳۵ ، الرقم ۵۹۱ .

2.كشف المحجّة لثمرة المهجة ، ص ۱۵۹.

3.إكمال الأكمال ، ج ۷ ، ص ۱۸۶.

4.تاريخ دمشق ، ج ۵۶ ، ص ۲۹۸ ، الرقم ۷۱۲۶.

5.رجال الطوسي ، ص ۴۳۹ ، الرقم ۶۲۷۷ .

6.رجال النجاشي ، ص ۳۷۷ ، الرقم ۱۰۲۶.

7.تاريخ أبي الفداء ، ج ۱ ، ص ۴۱۹ .

8.هدية العارفين في أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين ، ج ۶ ، ص ۳۵.

  • نام منبع :
    الكافي - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي، نعمة الله الجليلي، علي الحميداوي، السيّد علي‌رضا الحسيني، محمد رضا جديدي نژاد
    تعداد جلد :
    16
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6296
صفحه از 728
پرینت  ارسال به