طبق الملاكات الثلاثة الآتية:
۱. اعتبار نسخة البدل بذاتها
والمراد باعتبار نسخة البدل بذاتها هو أنّ نسخة البدل لو اُثبتت في المتن سوف تجعل الرواية سلسة وواضحة وأصحّ من غيرها.
ويمكن القول بأنّ أهمّ ملاك في ترجيح نسخة البدل على متن الكافي في المطبعة الإسلاميّة هو هذا الملاك. ويكون تشخيصُ هذا في عهدة مقوّم النصّ.
وعمدة الملاكات الموجبة لاعتبار نسخة البدل بذاتها هي عبارة عن كونها موافقة لسياق الحديث وللذوق الحديثي، وموافقتها لمصدر أو عدّة مصادر روائيّة مهمّة، وموافقتها لشواهد من آيات الذكر الحكيم، وموافقتها للقواعد النحويّة والصرفيّة المسلّمة وغيرها.
۲. قيمة النسخ الخطّيّة واعتبارها
ومن الملاكات الاُخرى التي يكون لها تأثير في ترجيح واعتبار نسخة البدل، هي قيمة النسخة الخطّية التي تنقل نسخة البدل عنها واعتبارها ورجحانها على غيرها من النسخ.
وبعبارة اُخرى: فرق بين نسخة البدل التي تنقل عن نسخة خطّية عاديّة وبين ما تنقل عن نسخة خطّية كتبها ملّا فتح اللّه الكاشاني رحمهالله ـ مثلاً ـ وقابلها مع عدّة نسخ اُخرى، أو بينها وبين نسخة كُتبت في القرن الثامن مثلاً.
۳. تعداد النسخ المتوافقة على نسخة البدل.
و من الملاكات الاُخرى المعتبرة في ترجيح نسخة البدل على غيرها، هي تعداد النسخ المتوافقة من بين النسخ التي قوبلت على نسخة البدل المذكورة، أصليّة كانت أو فرعيّة.
وبعبارة اُخرى: كلّما ازداد عدد النسخ الخطّيّة المتوافقة على نسخة البدل ارتفعت قيمة نسخة البدل.
وبعد حذف نسخ البدل المغلوطة، ولأجل تعيين مكانة نسخ البدل التي يحتمل فيها
۱۳۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الاْءَشْعَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، مَا الْعِلْمُ ۱ ؟ قَالَ: الاْءِنْصَاتُ ۲ ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ ۳ ؟ قَالَ: الاِسْتِمَاعُ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: الْحِفْظُ؟ قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: الْعَمَلُ بِهِ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: نَشْرُهُ» ۴ .
۱۳۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : ۵
رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: «طَلَبَةُ العِلْمِ ثَلاثَةٌ، فَاعْرِفْهُمْ ۶ بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ: صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلاِسْتِطَالَةِ ۷ وَالْخَتْلِ ۸ ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ، فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ مُوذٍ، مُمَارٍ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ ۹ الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ
1.. في الأمالي: «ما حقّ العلم».
2.. «الإنصات» : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال: أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتّه ، فهو لازم ومتعدٍّ . ولعلّه هاهنا لازم فقط بقرنية ذكر الاستماع بعده. اُنظر : النهاية ، ج ۵ ، ص ۶۲ (نصت)؛ شرح المازندراني ، ج ۲، ص ۲۱۳.
3.. في «ض ، بح، بف» : + «يا رسول اللّه».
4.. الخصال ، ص ۲۸۷ ، باب الخمسة، ح ۴۳؛ والأمالي للطوسي ، ص ۶۰۳ ، المجلس ۳۷ ، ح ۴ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد الأشعري الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، ح ۵۳.
5.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۴۹
6.. في «و ، بف» وحاشية «ض ، بح ، بر ، بس» و شرح صدر المتألّهين والأمالي والخصال : «فاعرفوهم».
7.. «الاستطالة» : العلوّ والترفّع . اُنظر : النهاية ، ج ۳، ص ۱۴۵ (طول).
8.. «الختل» ، هو الخدعة . اُنظر : النهاية ، ج ۲، ص ۹ (ختل).
9.. «الأندية» ، هي جمع النادي ، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ماداموا مجتمعين، فإذا تفرّقوا فليس بنادٍ ، ï ويقال له: النَديّ أيضا . اُنظر : الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۵۰۵ (ندو).