115
الكافي - المجلد الاول

ولابدّ أن نلفت أنظار القرّاء المحترمين إلى أنّ تأريخ كتابة نسختين من النسخ الموجودة بأيدينا يعود إلى القرن السابع الهجري، ونسخة اُخرى تعود إلى القرن الثامن، ونسختان منها بخطّ ملّا فتح اللّه‏ الكاشاني صاحب كتاب منهج الصادقين، ونسخة بخطّ الحرّ العاملي، وعدّة نسخ منها قد قوبلت وصحّحت عند الحرّ العاملي أيضا.
وفيها نسخة حملت علامة بلاغ الشهيد الثاني رحمه‏الله، وعدّة نسخ اُخرى قد قوبلت مع نسخة الشهيد الثاني. كما أنّ هناك نسخ متعدّدة حملت علامة بلاغ العلّامة المجلسي رحمه‏الله، ومنها أيضا نسخة حملت علامة بلاغ وإنهاء المرحوم ملّا صالح المازندراني. ومنها نسخة قرأها الملّا صالح المازندراني عند ملّا محمّد تقي المجلسي المعروف بالمجلسيّ الأوّل وتشهد به علامة بلاغ بخطّ الملّا محمّد تقي المجلسي. ونسخة اُخرى قوبلت عند الشيخ البهائي وعليها علامة إنهاء بخطّه الشريف.
ومنها نسخة أيضا بتصحيح الملّا محمّد أمين الإسترآبادي. وتوجد عدّة نسخ اُخرى عليها علامة سماع الشيخ صالح البحراني، إلى غير ذلك من النسخ التي سوف يأتي تفصيلها عند الكلام في وصف النسخ الخطّيّة المعتمدة إن شاء اللّه‏ تعالى.

المرحلة الثانية : معرفة المصادر التي تعدّ نسخة فرعيّة للكافي

۱۵ ـ بَابُ لُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَى الْعَالِمِ وَتَشْدِيدِ ۱ الاْءَمْرِ عَلَيْهِ

۱۲۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قَالَ: قَالَ: «يَا حَفْصُ، يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ» ۲ .

مضافا إلى النسخ الخطّيّة توجد عدّة مصادر روائيّة تعدّ نسخا فرعيّة للكافي؛ لنقلها رواياته واعتماد مؤلّفي هذه المصادر على نسخة أو نسخ من الكافي الموجودة عندهم، فاعتبرنا هذه المصادر كبقيّة النسخ الخطّيّة، واعتمدناها في تصحيح كتاب الكافي.
ويمكن تقسيم هذا القسم من نسخ الكافي (أي النسخ الفرعيّة) إلى ثلاثة أقسام:

أ. المصادر الواسطة

۱۲۵. وَبِهذَا الاْءِسْنَادِ، قَالَ ۳ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : «قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ـ عَلى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَ ۴ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ : وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ ۵ السَّوْءِ كَيْفَ ···

المراد بالمصادر الواسطة: هي الكتب التي نُقلت فيها روايات الكافي عن النسخ الموجودة للكافي عند مؤلّفيها، وليس لهم سند خاصّ يصلهم بالكليني ولا بالكافي. وهذه المصادر كالتالي:
۱. شروح الكافي، مثل: شرح اُصول الكافي لملا صدرا، الرواشح السماويّة والتعليقة على

1.. في «بس» : «وشدّة».

2.. تفسير القمّي ، ج ۲، ص ۱۴۶ ، مرسلاً مع زيادة الوافي ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۱۵۰.

3.. الضمير المستتر في «قال» راجع إلى حفص بن غياث في السند المتقدّم، فيُعْلَم المراد من «بهذا الإسناد».

4.. في «ب ، ج ، ض، ف ، بح، بر، بس ، بف» : - «على نبيّنا وآله و» . وفي «و» : - «وآله» . وفي «ألف» والوافي وشرح صدر المتألّهين : - «على نبيّنا وآله وعليه السلام».

5.. هكذا في «ألف ، جس» وحاشية «ض» ، واختاره المازندراني . وفي سائر النسخ والمطبوع : «للعلماء » . و قال المازندراني في شرحه، ح ۲، ص ۱۹۶ : «السَوْء بالفتح مصدر ، يقال : ساء يسوؤه سَوْءً ، نقيض سرّه ، وبالضمّ الاسم ، تقول : هذا رجل سوءٍ بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء ، وقال الأخفش : ولايقال : الرجل السَوْء ، ويقال : الحقّ اليقين وحقّ اليقين ؛ لأنّ السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، وقال أيضا : لايقال : هذا رجل السُوء بالضمّ ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ : لعلماء السَوْءِ بالإضافة والفتح ، وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء ، على التعريف والوصف فكأنّه سهو من الناسخ ، وقد يوجّه بأنّ التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول ، مثل الضارب الرجل باعتبار تعلّق علم العالم بالسوء ، كتعلّق ضرب الضارب بالرجل . وفيه أنّ المقصود ذمّ العلماء باعتبار اتّصافهم بالسوء ، لاباعتبار علمهم به . والقول بأنّ التركيب وإن كان من باب الإضافة ، لكنّه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه ، لايخلو عن شيء؛ لأنّ التركيب الإضافيّ من حيث الإضافة وملاحظتها لايدلّ على اتّصاف المضاف بالمضاف إليه ، وإرادة الاتّصاف بدون دلالة التركيب لايجدي نفعا ، فليتأمّل» . وراجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۵۶ (سوأ) ؛ مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ .


الكافي - المجلد الاول
114

وَقَالَ عليه ‏السلام : «أَوْحَى اللّه‏ُ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ عليه ‏السلام : لاَ تَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا؛ فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي؛ فَإِنَّ أُولئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ، إِنَّ أَدْنى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِ عَ حَلاَوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ ۱ قُلُوبِهِمْ» ۲ .

۱۲۲. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللّه‏ِ، وَمَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ، فَاحْذَرُوهُمْ عَلى دِينِكُمْ» ۳ .

مراحل التحقيق

نُظّم العمل على عشر مراحل، وهي:

۱۲۳. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ رِبْعِيِّ ۴ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :۵
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه ‏السلام ، قَالَ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ۶ ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لاِءَهْلِهَا» ۷ .

المرحلة الاُولى : معرفة النسخ الخطّيّة وتقييمها

تعتبر معرفة النسخ الخطّيّة وتقييمها وترتيبها الأولى فالأولى من أهمّ الأركان الأساسيّة للتصحيح، وبدون ذلك سوف يكون العمل التصحيحي أبترا وناقصا لاقيمة له، ولهذا قُمنا في المرحلة الاُولى من العمل بمراجعة جميع فهارس النسخ الخطّية الموجودة لتشخيص ومعرفة النسخ الخطّيّة المختصّة بالكافي، وهيّئنا قائمة كاملة بالنسخ الخطّيّة المتوفّرة مع ذكر خصائص كلّ واحدة منها.
وفي هذه المرحلة تمّ تشخيص أكثر من (۱۶۰۰) نسخة خطّيّة للكافي في مكتبات إيران ومكتبات عالميّة اُخرى، حيث يعود تأريخ كتابة (۱۳) نسخة منها إلى القرن السابع حتّى نهاية القرن التاسع الهجري، ويعود تأريخ (۶۴) نسخة منها إلى القرن العاشر، ويعود تأريخ (۱۳۰۰) نسخة منها إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وأكثر من (۲۰۰) نسخة تعود كتابتها إلى القرن الثالث عشر الهجري.
وبعد هذا قمنا بتقييم هذه النسخ وترتيبها الأولى فالأولى منها على أساس الملاكات التالية:
۱. التقدّم التأريخي للنسخة.
۲. باعتبار كاتب النسخة، فتقدّم النسخ التي كتبها كبار العلماء والمحدّثين على غيرها.
۳. باعتبار من قابلها، أو مَن قوبلت أو صحّحت النسخة عنده مِن العلماء والمحدّثين المشهورين.
۴. باعتبار تعداد النسخ التي قوبلت النسخة معها وفي أزمنة مختلفة.
۵. كون النسخة مملوكة لأحد كبار العلماء أو المحدّثين.
وطبقا لهذه الملاكات عُيّنت أكثر من مائة نسخة من أفضل النسخ الخطّيّة المتوفّرة من نسخ الكافي، وقد طلبناها من محالّ حفظها، ووصلت بأيدينا منها ثلاث وسبعون نسخة.

1.. هكذا في أكثر النسخ . و في «ب» والمطبوع: «عن» . ومادّة «نزع» جاءت ب «من» و «عن» في المصحف واللغة. راجع : آل عمران (۳) : ۲۶ ؛ الأعراف (۷) : ۲۷ ؛ لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۵۰ (نزع) .

2.. علل الشرائع ، ص ۳۹۴ ، ح ۱۲، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري. تحف العقول ، ص ۳۹۷ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ۱، ص ۲۱۲ ، ح ۱۴۷.

3.. الوافي، ج ۱ ، ص ۲۱۳ ، ح ۱۴۸.

4.. في حاشية «جر» : «حريز».

5.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۴۷

6.. «فليتبوّأ مقعده من النار» ، أي يتّخذها منزلاً ، يقال: تبوّأت منزلاً ، أي اتّخذته. و«مقعده» مفعول له، أي لمنزله، أو مفعول به، أو معناه: لينزل منزله المعدّ له من النار، يقال: تبوّأت منزلاً : نزلت به. و«مقعده» مفعول له، لا به؛ لأنّ الفعل لازم . أو معناه: فليهيّئ منزله من النار، يقال : تبوّأه منزلاً إذا هيّأه . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱، ص ۳۸ ـ ۳۹ (بوأ)؛ شرح صدر المتألّهين، ص ۱۷۶؛ الوافي ، ج ۱، ص ۲۱۵.

7.. الفقيه، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ، ح ۵۷۶۲ ، ضمن وصايا النبيّ لعليّ عليهماالسلام ، عن أبي عبداللّه‏ ، عن آبائه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله عن النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ؛ وفي عيون الأخبار ، ج ۱، ص ۳۰۷ ، ح ۶۹ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ۱۸۰ ، ح ۱ ، عن الرضا ، عن أبي عبداللّه‏ عليهماالسلام ، وفي كلّها بسند آخر، مع اختلاف وزيادة . وفي الاختصاص، ص ۲۵۱ ؛ وفقه الرضا عليه ‏السلام ، ص ۳۸۴ ، مرسلاً مع زيادة في آخرهما راجع: ثواب الأعمال ، ص ۳۴۴ الوافي، ج ۱، ص ۲۱۴ ، ح ۱۴۹.

  • نام منبع :
    الكافي - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي، نعمة الله الجليلي، علي الحميداوي، السيّد علي‌رضا الحسيني، محمد رضا جديدي نژاد
    تعداد جلد :
    16
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5781
صفحه از 728
پرینت  ارسال به