105
الكافي - المجلد الاول

۵ ـ ممّا امتاز به الكليني على سائر المحدّثين هي العِدَّة التي يروي بتوسّطها عن ثلاثة من المشايخ المعروفين وهم: أحمد بن محمّد بن عيسى، وأحمد بن محمّد بن خالد، وسهل بن زياد، وليس لهذه العِدّة من أثر في كتب الحديث الاُخرى ، وإن وُجدت فهي مأخوذة من الكافي. وروايات العِدّة توزّعت على الاُصول والفروع والروضة.
۶ ـ هناك جملة وافرة من مرويّات الروضة مرتبطة بعناوين بعض كتبه المفقودة، كروايات تعبير الرؤيا المرتبطة بكتاب تعبير الرؤيا المفقود، وروايات رسائل الأئمّة عليهم ‏السلام المرتبطة بكتاب الرسائل المفقود أيضا. وهذا ما يقرب من احتمال نقلها من كتبه المذكورة إلى كتاب الروضة، لاسيّما وأنّ الكافي آخر مؤلّفات الكليني ۱ .

ثانيا: تصريح المتقدّمين بأنّ الروضة من كتب الكافي:

۱۰۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ يُونُسَ ۲ ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ ۳ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ خَصَّ ۴ عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ ۵ مِنْ كِتَابِهِ: أَنْ لاَ يَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا، وَلاَ يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ ۶ عَزَّ وَجَلَّ: «أَلَمْ يُوءْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لاَ يَقُولُوا عَلَى اللّه‏ِ إِلاَّ الْحَقَّ» ۷ وَقَالَ: «بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» ۸ » ۹ .

وهو ما ذكره الشيخ النجاشي في ترجمة الكليني، قال: «صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني ـ يسمّى الكافي ـ في عشرين سنة، شرح كتبه: كتاب العقل، كتاب فضل العلم ـ إلى أن قال: ـ كتاب الروضة. وله غير كتاب الكافي: كتاب الردّ على القرامطة...» ۱۰ .
وقال الشيخ في الفهرست : «له كتب منها: كتاب الكافي، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا، أوّله كتاب العقل والجهل ـ إلى أن قال: ـ وكتاب الروضة آخر كتب الكافي . وله كتاب الرسائل...» ۱۱ .

ثالثا: تواتر طرق الشيعة إلى كتب الكليني ومنها الروضة:

من مراجعة ما ذكره الشيخ والنجاشي في بيان طرقهما إلى كتب الكليني ومنها الروضة كما مرّ عنهما، يعلم تواتر تلك الطرق وهي باختصار:
۱ ـ الشيخ المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني.

1.. ودليل كون كتاب الكافي الشريف آخر مؤلّفات ثقة الإسلام رحمه‏الله هو ما ذكره الكليني نفسه في ديباجة الكافي بشأن كتاب الحجّة؛ إذ وعد أن يُفرد لموضوع «الحجّة» ـ فيما لو أسعفه الأجل ـ كتابا أوسع ممّا هو عليه في الكافي. ولكنّ يد المنون عاجلته قبل الشروع بما وعد به رحمه‏الله؛ إذ لا يُعرف له كتاب بعنوان «الحجّة» غير ما في كتاب الكافي ، وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدّم أيضاً .

2.. هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + «[بن عبدالرحمن]» . والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هو يونس بن يعقوب؛ فإنّه مضافا إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد . راجع : الفهرست للطوسي ، ص ۵۱۲ ، الرقم ۸۱۴؛ معجم رجال الحديث ، ج ۲۰ ، ص ۲۳۲ ـ ۲۳۳. ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق في الأمالي ، ص ۴۲۰، المجلس ۶۵ ، ح ۱۵ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبداللّه‏.

3.. في «بح» وشرح صدر المتألّهين والوافي : «أبي يعقوب وإسحاق» . والظاهر عدم صحّتها؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.

4.. في حاشية «ج» وحاشية ميرزا رفيعا : «حضّ»، أي حثّ . واحتمله المازندراني في شرحه .

5.. احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص ۱۶۸ كون «آيتين» تصحيفا ل «اثنين»، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله . وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۱۵۱.

6.. في «بس ، بف» : + «اللّه‏».

7.. الأعراف (۷) : ۱۶۹ .

8.. يونس (۱۰) : ۳۹ .

9.. الأمالي للصدوق ، ص ۴۲۰ ، المجلس ۶۵، ح ۱۵، بسنده عن عليّ بن إبراهيم . بصائر الدرجات ، ص ۵۳۷ ، ح ۲، بسنده عن يونس . وفي تفسير العيّاشي ، ج ۲، ص ۳۵ ، ح ۹۸ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عن الكاظم عليه ‏السلام ؛ وفيه ، ص ۳۶ ، ح ۹۹ ، عن إسحاق، عن الصادق عليه ‏السلام ؛ وفيه ، ص ۱۲۲ ، ح ۲۱ ، عن أبي السفاتج، عن الصادق عليه ‏السلام ؛ وفيه ، ص ۱۲۳ ، ح ۲۲ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عن الصادق عليه ‏السلام الوافي، ج ۱ ، ص ۱۹۲ ، ح ۱۲۵.

10.رجال النجاشي، ص ۳۷۷، الرقم ۱۰۲۶ .

11.الفهرست للطوسي ، ص ۲۱۰، الرقم ۶۰۲.


الكافي - المجلد الاول
104

وقال السيّد الخوانساري في ترجمته أيضا: «وكان ينسب تأليف روضة الكافي إلى صاحب السرائر ـ يعني ابن إدريس ـ كما ينسب ذلك أيضا إلى الشهيد الثاني» ۱ .

أَعْلَمُ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ» ۲ .

۱۰۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ۳ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ : ۴ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قَالَ: «إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ، فَلْيَقُلْ: لاَ أَدْرِي، وَلاَ يَقُلْ: اللّه‏ُ أَعْلَمُ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ: لاَ أَدْرِي، فَلاَ يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ» ۵ .

جواب هذه الشبهة:

أوّلاً ـ ما في كتاب الروضة يشهد على أنّه للكليني:

۱۰۵. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه ‏السلام : مَا حَقُّ اللّه‏ِ ۶ عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: «أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ، وَيَقِفُوا

المعروف عن كلّ كتاب أنّه مرآة عاكسة لشخصيّة مؤلّفه في اُسلوبه، ولغته، وطريقته في الكلام، ومعالجة ما يريد بحثه، أمّا إذا كان الكتاب من كتب رواية الحديث ـ ككتاب الروضة ـ ففيه زيادة على ما مرّ بيان سند الحديث وتحديد رجاله بشكل تتّضح معه أسماء مشايخ المؤلّف لكي لا يتّهم في الرواية بأخذها على علّاتها من غير سماع ولا تحديث، فيُرمى حينئذٍ بالتدليس.
وممّا يلحظ على كتاب الروضة جملة اُمور منها:
۱ ـ اُسلوب عرض المرويّات فيه هو الاُسلوب بذاته في اُصول وفروع الكافي، إذ يبدأ أوّلاً بذكر سلسلة السند كاملة إلّا ما ندر ـ وهذه ميزة امتاز بها الكافي على غيره من كتب الحديث ـ ومن ثمّ اتّباع اُسلوب البحث عن طرق اُخرى مكمّلة للرواية وترتيب هذه الطرق بحسب جودتها، وهذا هو ما عُمل في اُصول وفروع الكافي ، وأمّا كثرته هناك وقلّته هنا فهي لانعدام التبويب في الروضة وما فرضه محتوى الكتاب من عدم تنسيق الأحاديث فيه وتصنيفها إلى كتب وأبواب.
۲ ـ لغة الروضة من حيث العنعنة السائدة، والإصطلاح المتداول في نظام الإحالة على إسناد سابق، واختصار الأسانيد، والمتابعات والشواهد هي بعينها في اُصول الكافي وفروعه.
۳ ـ رجال أوّل السند من مشايخ ثقة الإسلام الكليني إلّا القليل النادر منهم حيث أخذ مرويّاتهم من كتبهم المتداولة في عصره والمعروفة الانتساب إلى أصحابها الثقات، وما قبلها من إسنادٍ فهو لها أيضا، وهو ما يعرف بالإسناد المعلّق، ولا منافاة بينه وبين الأخذ من الكتاب مباشرة، كما فعل ذلك أيضا في الاُصول والفروع.
۴ ـ طرق روايات الاُصول والفروع (سلسلة السند) إلى أصحاب الأئمّة عليهم ‏السلام هي طرق روايات الروضة أيضا.

1.روضات الجنّات ، ج ۳، ص ۲۷۲ .

2.. المحاسن ، ص ۲۰۶، كتاب مصابيح الظلم ، ح ۶۴ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبداللّه‏ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام . تحف العقول ، ص ۲۹۷. راجع : الخصال ، ص ۳۱۵ ، باب الخمسة، ح ۹۶؛ والإرشاد ، ج ۱، ص ۲۹۷ الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۹۱ ، ح ۱۲۳.

3.. الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن ، ص ۲۰۶، ح ۶۳ ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبداللّه‏ عن الهيثم عن محمّد بن مسلم. والظاهر أنّ كلاًّ من سندي الكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سند الكافي، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابه المحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين موردا ، كلّها مع الواسطة إلاّ ما ورد في ص ۳ ، ح ۲؛ وص ۲۰۳ ، ح ۴۷ ؛ وص ۲۵۹ ، ح ۳۰۸ ؛ و ص ۴۲۷ ، ح ۲۳۷ ؛ وص ۵۵۵ ، ح ۹۰۸ ؛ وص ۲۴۳ ، ح ۱۶۹ ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة. وأمّا سند المحاسن ، فالظاهر زيادة «عن الهيثم»، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم ـ مع الفحص الأكيد ـ في غير هذا المورد . هذا، مضافا إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبداللّه‏ وشيخه محمّد بن مسلم ـ وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّا ـ بعيد ، راجع: معجم رجال الحديث ، ج ۴، ص ۲۵۳ ـ ۲۵۴، و ص ۴۹۵.

4.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۴۳

5.. المحاسن ، ص ۲۰۶ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ۶۳ . راجع : المحاسن ، ص ۹، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ۲۶ ؛ و ص ۲۰۷ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ۶۶؛ والخصال ، ص ۳۱۵ ، باب الخمسة ، ح ۹۵ الوافي، ج ۱، ص ۱۹۲ ، ح ۱۲۴.

6.. في التوحيد: «ما حجّة اللّه‏».

  • نام منبع :
    الكافي - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي، نعمة الله الجليلي، علي الحميداوي، السيّد علي‌رضا الحسيني، محمد رضا جديدي نژاد
    تعداد جلد :
    16
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5738
صفحه از 728
پرینت  ارسال به