المقدمة
الحمدلله ربّ العالمين وصلّی الله علی عبده المصطفی محمّد وآله الطيبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، سيما الإمام المهدي الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
قال الإمام الصادق علیه السلام: «أنتم أفقه النّاس ما عرفتم معاني كلامنا». ۱
يهدف علم الفقه إلی معرفة قوانين الإسلام المتضمّنة للأحكام الإلهية المستنبطة من الكتاب والسنّة بشكل صحيح ودقيق. ولا يمكن ذلك إلّا من خلال الإيمان بالمرجعية العلمية لأهل البيت علیهم السلام؛ لأنّ حديث الثقلين المتواتر قد جعل فيه رسول الله صلی الله علیه و آله أهل بيته عدلاً للقرآن وقرنهم بكتابه المجيد، بحيث لاينفكّ أحدهما عن الآخر بشكل صريح لا يقبل الريب والترديد، فقال:
إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ۲
و هذا النصّ صريح في بيان مرجعية أهل البيت علیهم السلام العلمية وعصمتهم من الخطأ العلمي؛ لأنّ الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله قد ذکرهم إلی جنب الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا يتخلّفون عن الكتاب المجيد ولا يفترق عنهم، فإنّ من يتسرّب الخطأ إليه لا يعدّ عدلاً للكتاب ولا مقترناً به.
و من هنا يفهم أنّه لا يمكن الوصول إلی الأحكام الإلهية الموجودة في الكتاب والسنّة بشكل صحيح إلّا بالتمسّك بأهل البيت علیهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم من