والنصوص الحديثية التي تضمّنها كلّ باب وعنوان، فإذا جمع الفقيه بين نصوص «وسائل الشيعة» ونصوص هذه الموسوعة تسنّی له أن يصل إلی المقارنة بيسر وسهولة.
الموسوعات الحديثية المقارنة في المدرسة الإمامية
يعود الاهتمام بآراء الصحابة والتابعين وعلماء السلف في القرون الاُولی إلی ما قبل كتاب الخلاف للشيخ الطوسي (٤٦۰ﻫ)، وظهر جلياً وبشكل موسوعي في كتاب الخلاف للشيخ الطوسي رحمه الله تعالی.
ثمّ تجلّی بشكل أكثر تفصيلاً وشمولاً في كتابي «تذكرة الفقهاء» و«منتهی المطلب» للعلّامة الحلّي (۶۲۸ﻫ ).
و في عصرنا هذا اهتمّ الفقيه الألمعي آية الله العظمی السیّد حسين البروجردي (۱۳۸۰ﻫ) بهذا المشروع المقارن، وقام بتبيين قواعده واُصوله ومنهجه في دراساته الفقهية العليا بدءاً بنصوص الحديث لأهل السنّة وآراء علمائهم المتقدّمين.
و المعروف من منهج السيّد البروجردي رحمه الله علیه أنّه يرى أنّ فقه أهل السنّة وأحاديثهم يشكل قرينة منفصلة ذات علاقة كبيرة بروايات الشيعة الناظرة إلی الوسط السنّي الذي صدرت في ظرفه روايات أئمّة أهل البيت علیهم السلام.
و من هنا كان اهتمامه بآراء فقهائهم ورواياتهم جزءاً من منهجه العلمي الفقهي، وضرورة علمية لا مناص منها، حتّی عرف عنه أنّ الفقه الشيعي ونصوص الحديث الفقهية الشيعية تعدّ تعليقة علی الفقه السنّي وحديث أهل السنّة؛ لأنّ الساحة الإسلامية العامّة كانت تتحكم فيها آراء علماء السنّة ومصادرهم؛ والأسئلة التي كان يطرحها الرواة علی الأئمّة كانت منطلقة من حاجات الساحة العامّة؛ ولهذا كان المفروض علی كلّ فقيه أن يفقه النصّ في ظرفه العامّ الصادر فيه؛ ثمّ يدقّق في خصوصيّات الحديث الخاصّة إن كانت. ۱
و قد قام السيّد البروجردي بتأليف كتاب يحقّق هذا الغرض، فبادر إلی تدوين موسوعة حديثية شاملة لأحاديث الفريقين سمّاها بـ «جامع أحاديث الشيعة»، ولكنّها لم تتمّ، ولعلّ أهم مشكلة فيها والتي صارت مانعاً من تحقّق المشروع وإتمامه هي ما حصل