19
مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة المجلد الاول

فيها من دمج روايات الفريقين وعدم الاحتراز عن الاختلاط الذي ينبغي اجتنابه. ۱
و نحن في تدوين هذه الموسوعة بشكل مستقلّ عن الوسائل قد حافظنا علی هذا الأصل، وحاولنا تجاوز سلبيّاته أيضاً.
و قام عالمان آخران من خرّيجي مدرسة البروجردي، وهما آية الله السيّد مهدي الروحاني، وآية الله الشيخ علي الأحمدي الميانجي بتدوين موسوعة حملت اسم «أحادیث أهل البيت علیهم السلام من مصادر أهل السنّة» هادفة إلی جمع ما ورد أو ما نسب إلی أهل البيت علیهم السلام في مصادر أهل السنّة، فهي ناظرة إلی جزء من الهدف الكبير الذي استهدفناه في موسوعتنا هذه ولم تستوفِ الغرض الذي من أجله قمنا بتدوينها.
كما بادر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلی طبع وتحقيق كتاب «لباب النقول في موافقات جامع الاُصول» تحقيق العلّامة السيّد محمّد حسين الجلالي، وقد عكف الكتاب علی تطبيق ومقارنة روايات جامع الاُصول مع نصوص الحديث الشيعية.
و قام هذا المجمع أيضاً بتدوین موسوعة «سلسلة الأحاديث المشتركة» بين الشيعة والسنّة في مختلف الموضوعات، فهو أخصّ من جهة وأعم من جهة ممّا قصدناه في موسوعتنا هذه.
و تتميّز موسوعتنا عمّا سواها بالأهداف كما تتميّز بالمنهج والتبويب معاً ویتّضح ذلك فیما يلي:
_ الاهتمام بالأبواب الفقهية وعناوينها التفصيلية.
_ الاهتمام بكلّ مصادر الحديث السنّية.
_ الاهتمام بكلّ نصوص الحديث والآراء الفقهية المذكورة في مصادر أهل السنّة، سواء وافقت الشيعة أو خالفتهم.
_ كلّ الأحاديث أوردناها بشكل مباشر من المصادر الأساسية المتقدّمة لأهل السنّة.
_ اتّبعنا في ترتيب أحاديث هذه الموسوعة الترتيب المتّبع في تبويب «وسائل الشيعة» المعروف لدی المحقّقين والفقهاء.

1.راجع: مجلة حوزه: العدد ۴۳ و ۴۴ ص ۲۴۵.


مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة المجلد الاول
18

والنصوص الحديثية التي تضمّنها كلّ باب وعنوان، فإذا جمع الفقيه بين نصوص «وسائل الشيعة» ونصوص هذه الموسوعة تسنّی له أن يصل إلی المقارنة بيسر وسهولة.

الموسوعات الحديثية المقارنة في المدرسة الإمامية

يعود الاهتمام بآراء الصحابة والتابعين وعلماء السلف في القرون الاُولی إلی ما قبل كتاب الخلاف للشيخ الطوسي (٤٦۰ﻫ)، وظهر جلياً وبشكل موسوعي في كتاب الخلاف للشيخ الطوسي رحمه الله تعالی.
ثمّ تجلّی بشكل أكثر تفصيلاً وشمولاً في كتابي «تذكرة الفقهاء» و«منتهی المطلب» للعلّامة الحلّي (۶۲۸ﻫ ).
و في عصرنا هذا اهتمّ الفقيه الألمعي آية الله العظمی السیّد حسين البروجردي (۱۳۸۰ﻫ) بهذا المشروع المقارن، وقام بتبيين قواعده واُصوله ومنهجه في دراساته الفقهية العليا بدءاً بنصوص الحديث لأهل السنّة وآراء علمائهم المتقدّمين.
و المعروف من منهج السيّد البروجردي رحمه الله علیه أنّه يرى أنّ فقه أهل السنّة وأحاديثهم يشكل قرينة منفصلة ذات علاقة كبيرة بروايات الشيعة الناظرة إلی الوسط السنّي الذي صدرت في ظرفه روايات أئمّة أهل البيت علیهم السلام.
و من هنا كان اهتمامه بآراء فقهائهم ورواياتهم جزءاً من منهجه العلمي الفقهي، وضرورة علمية لا مناص منها، حتّی عرف عنه أنّ الفقه الشيعي ونصوص الحديث الفقهية الشيعية تعدّ تعليقة علی الفقه السنّي وحديث أهل السنّة؛ لأنّ الساحة الإسلامية العامّة كانت تتحكم فيها آراء علماء السنّة ومصادرهم؛ والأسئلة التي كان يطرحها الرواة علی الأئمّة كانت منطلقة من حاجات الساحة العامّة؛ ولهذا كان المفروض علی كلّ فقيه أن يفقه النصّ في ظرفه العامّ الصادر فيه؛ ثمّ يدقّق في خصوصيّات الحديث الخاصّة إن كانت. ۱
و قد قام السيّد البروجردي بتأليف كتاب يحقّق هذا الغرض، فبادر إلی تدوين موسوعة حديثية شاملة لأحاديث الفريقين سمّاها بـ «جامع أحاديث الشيعة»، ولكنّها لم تتمّ، ولعلّ أهم مشكلة فيها والتي صارت مانعاً من تحقّق المشروع وإتمامه هي ما حصل

1.راجع: مجلة حوزه: العدد ۴۳ و ۴۴ ص ۲۴۵.

  • نام منبع :
    مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمود کريميان، سیدمحمدحسن حکیم
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1391
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2068
صفحه از 484
پرینت  ارسال به