بالكتب الأربعة، مع ثمانين كتاباً حديثيّاً آخر في كتاب جامع سمّاه بـ «وسائل الشيعة إلی تحصيل مسائل الشريعة» ورتّبه علی أساس التبويب الفقهي لكتاب «شرايع الإسلام» للمحقّق الحلّي (۶۰۲ _ ۶۷۲ﻫ) الذي امتاز عمّا سواه من الكتب الفقهية السابقة عليه، فكان كتاباً جامعاً منضبطاً ومنسجماً في بحوثه ونظمه، وأصبح محوراً للشرح والتحقيق.
و من هنا صار كتاب «وسائل الشيعة» محوراً ومرجعاً للفقهاء في مدرسة أهل البيت علیهم السلام الفقهية، وربما كان بديلاً للكتب الأربعة وموجباً للاستغناء عنها؛ ولهذا لا يستغني عنه فقيه ومستنبط.
و بالرغم من الاشكال على نظم عناوينه وعملية التقطيع التي طالت أحاديث الوسائل ونوع الإرجاعات الداخلية فيه، والتي قد تكون عاملاً من عوامل الإرباك لمراجع هذا الكتاب، إلّا أنّه لم تهبط منزلة هذا الجامع الحديثي المرجع، وذلك لكثرة تفريعاته التي يستعين بها الفقيه في فقاهته والتي تزيده دربة وقدرة علی الاستنباط، فأصبح لهذه الأسباب محوراً أساسياً في الفقه الإمامي علی مدی القرون وحتّی عصرنا الحاضر، فاستحقّ ليكون محوراً لعمل فقهي حديثي يجمع نصوص السنّة والشيعة معاً ليمكن مقارنتها والإفادة من هذا التناظر الإيجابي فيها.
مميّزات الكتاب الحاضر
في هذه الموسوعة الحديثية استعرضنا الروايات الفقهية المتوافرة في مصادر أهل السنّة مع الاهتمام بآراء الصحابة والتابعين وعلماء القرنين الأوّل والثاني الهجريّين، والتي تتضمّن آراء مؤسّسي المذاهب الأربعة أيضاً _ أبي حنيفة (۱۵۰ﻫ) ومالك بن أنس (۱۷۹ﻫ) والشافعي (۲۰٤ﻫ) وأحمد بن حنبل (۲۴۱ﻫ) _ لتكون الموسوعة جامعة لكلّ ما يحتاجه الفقيه، وما يمكن أن يستفيده من خلال المقارنة بين الأحاديث في كلّ مصادر الفريقين.
و الاقتصار علی القرنين الأوّلين إنّما هو باعتبار أنّ أكثر روايات أهل البيت علیهم السلام ناظرة إلی ما اجتمع في هذه الفترة من أحاديث وما تمخّض فيها من آراء وثقافة؛ وروايات القرن الثالث قليلة جدّاً، وقلمّا نجد فيها النظر إلی ثقافة العامة في الساحة الاجتماعية السنّية أو آراء علمائها.
و قد تمّ تبويب هذه الموسوعة الحديثية علی أساس عناوين كتاب «وسائل الشيعة»