۳. ومنها الثمار العقائدية
إنّ تمييز أتباع أهل البيت علیهم السلام عن عامّة المسلمين في بعض مظاهر السلوك العبادي كالصلاة _ مثلاً _ والتي تكون ظاهرة مشتركة بين المسلمين قد حصل في وقت متأخّر، فإنّ آراء وسيرة جملة من الصحابة والتابعين كانت تتطابق مع ما عليه جمهور أتباع أهل البيت علیهم السلام، وقد عرفنا من خلال تتبّع آراء الصحابة والتابعين وعلماء أهل السنّة أنّ هناك توافقاً ملفتاً للنظر بين ما عليه جمهور مدرسة أهل البيت علیهم السلام، وجملة من الصحابة والتابعين والعلماء غير التابعين لمدرسة أهل البيت علیهم السلام، وكذلك وجدنا هذا التوافق في نصوص الأحاديث فضلا عن التوافق في المضمون الذي يغطّي مساحة لا بأس بها في الأحاديث. ومن هنا تصبح الكرة في ملعبهم، إذ تضطرّهم للدفاع عن متبنّياتهم التي خالفت السلف الصالح بالتدريج وبمرور الزمن.
و من هنا نحصل علی فوائد عقائدية شتّی؛ للترابط الوثيق بين الفقه والعقيدة في جملة من المجالات. وبهذا يمكن الدفاع عن جملة ممّا يعدّ من اختصاصات الشيعة اليوم، بينما لم يكن من اختصاصاتهم في ما سبق من العصور الاُولی.
۴. ومنها التقريب بين المذاهب الإسلامية
هناك نصوص مشتركة في مصادرنا ومصادرهم وآراء فقهية مشتركة بين المذاهب الإسلامية بحيث تكون سبباً للتقارب بين هذه المذاهب، ومن هنا كان جمعها وتمييزها عاملاً من عوامل التقريب بين المسلمين وتقليل شقّة الخلاف والتباعد فيما بينهم.
و للتوضيح نقول : إنّ جملة من الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين تتوافق نصّاً ومضموناً وبعضها تتوافق مضموناً، وهي تشكّل نسبة لابأس بها من أحاديث الفريقين، وهي صادرة ومدوّنة قبل نشوء المذاهب الفقهية وافتراقها وتستحقّ أن تكون محوراً من محاور التقريب بين مذاهب المسلمين؛ رغم أنّ اختلاف المباني والمناهج العلمية بطبيعته يؤدّي إلی الاختلاف فيما يترتب عليها من آراء وفتاوى.
۵. بلورة دقائق الفقه الإمامي وغناه
إنّ فقه أهل البيت علیهم السلام _ وهو الفقه الإمامي المستند إلی نصوصهم الغنية والمتكاملة _ يتميّز بالغنی والكمال والشمول، وانتشار آرائهم علیهم السلام وتميّزها بالنضج والغنى، كان سبباً من