تمهید
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام علی عباده الذين اصطفی محمّد وآله الطاهرين، لا سيما العدل المنتظر الحجّة الثاني عشر علیه السلام.
التعريف بالموسوعة الحاضرة ودواعي تأليفها
يتوقّف الاستنباط الفقهي علی مقدّمات ومهارات يلزم تحصيلها، ولا يتسنّی للفقيه أن يستنبط الأحكام الشرعية الفرعية من دونها؛ فإنّ الاستنباط _ المشار إليه _ كما يتوقّف علی معرفة القواعد الاُصولية والرجالية؛ هو بحاجة إلی فهم دقيق وشامل للمعاني المرادة والمقصودة للأحاديث _ نصوص الحديث النبوي صلی الله علیه و آله وحديث أهل البيت علیهم السلام _ وفقه الحديث هذا بحاجة إلی مجموعة من العلوم والمهارات، كالفحص التامّ وفقه اللغة والتخريج ومعرفة اختلاف الحديث وغيرها من الاُمور.
وممّا يؤثّر في فهم المقصود والمراد ممّا جاء في نصوص الحديث هو الإلمام بالقرائن الداخلية والخارجية والحالية والمقالية.
و من جملة القرائن الخارجية التي لابدّ من ذكرها هنا البيئة والجو والظرف الذي صدرت فيه الأحاديث الشريفة من النبيّ صلی الله علیه و آله أو من أحد أئمّة أهل البيت علیهم السلام؛ فإنّ الأحاديث إنّما تصدر للحاجة الخاصّة التي تظهر في سؤال السائل أو الحاجة العامّة للمجتمع، وبذلك يكون الظرف أحد تلك القرائن المختلفة الحالية التي تحيط بالحديث الصادر من المعصوم علیه السلام، فإنّ العقيدة الخاصّة الفردية أو غير الفردية، أو الثقافة العامّة في بيئة صدور الحديث، قد تشكل نقطة ضوء، لو سُلّطت علی إطلاق الحديث أو عمومه لأعطت معنی معيّناً له كان يفهمه المخاطب والسامع الذي عاش ذلك الجو