بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب مولى ابن عبّاس، عن عبد الله بن عبّاس: أنّه مات ابن له بِقُدَيد^۱ أو بعسفان^۲ فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته فقال: تقول: هم أربعون قال: نعم، قال: أخرجوه فإنّى سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول:
«ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئاً، إلّا شفّعهم الله فيه».^۳

۲. البخاري: حدّثنا عفّان بن مسلم، حدّثنا داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرّت بهم جنازة، فاُثني على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبتّ ثمّ مر باُخرى فاُثني على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت، ثمّ مرّ بالثالثة فاُثني على صاحبها شرّاً، فقال: وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبيّ صلی الله علیه و آله:
«أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنّة»، فقلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة» فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان»، ثمّ لم نسأله عن الواحد. ^۴

۳. ابن حنبل: ثنا مؤمّل، ثنا حمّاد، ثنا سالم، عن أنس أنّ النبيّ صلی الله علیه و آله قال:
«مامن مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلّا قال: قد قبلت علمكم فيه وغفرت له مالا تعلمون».^۵
وروي عن "أبي هريرة^۶ " عنهصلی الله علیه و آله نحوه.

«لِمَ أبطأت عنّا، ثمّ جئت تحزننا؟!» قال: فلمّا كان الغد جاءه، فلّما رآه النبيّ صلی الله علیه و آله مقبلاً قال: «إنّي للاقٍ منك اليوم ما لقيت منك أمس»، فلمّا دنا دمعت عينه فبكى رسول الله صلی الله علیه و آله. ^۱

۸۹ _ باب جواز البكاء على الأليف الضالّ^۲

۱. الحاكم النيسابوري: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهب، أنبأ ابن جريج، عن أيّوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود: خرج رسول الله صلی الله علیه و آله ينظر في المقابر وخرجنا معه، فأمرنا فجلسنا، ثمّ تخطّأ القبور حتّى انتهى إلى قبر منها، فناجاه طويلاً، ثمّ ارتفع نحيب رسول الله صلی الله علیه و آله باكياً، فبكينا لبكائه، ثمّ أقبل إلينا فتلقّاه عمر بن الخطّاب، فقال: يا رسول الله، ما الذي أبكاك فقد، أبكانا وأفزعنا؟ فجاء فجلس إلينا فقال:
«أفزعكم بكائي؟» فقلنا: نعم يا رسول الله، فقال: «إنّ القبرَ الذي رأيتموني اُناجي فيه قبرُ اُمّي آمنة بنت وهب، وإنّي استأذنت ربّي في زيارتها فأذن لي فيه، فاستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه، ونزل عليَّ (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ) حتّى ختم الآية، (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) ^۳، فأخذني ما يأخذ الولد لوالده من الرقّة، فذلك الذي أبكاني»^۴. ^۵

۹۰ _ باب استحباب شهادة أربعين أو خمسين للمؤمن بالخير^۶

۱. مسلم النيسابوري: حدّثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي والوليد بن شجاع السكوني، قال الوليد: حدّثني ـ وقال الآخران: حدّثنا ـ ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن شريك