329
مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد الثانی

«تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظلّه بأجنحتها حتّى رفعتموه».۱

۸۷ _ باب جواز البكاء على الميّت والمصيبة، واستحبابه عند زيادة الحزن۲

۱. البخاري: حدّثني عبيد بن إسماعيل، حدّثنا أبو اُسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة، أنّ ابن عمر رفع إلى النبيّ صلی الله علیه و آله: إنّ الميّت ليعذّب في قبره ببكاء أهله، فقالت: وَهَلَ۳ ابن عمر، إنّما قال رسول الله صلی الله علیه و آله:
«انّه ليعذّب بخطيئته وذنبه وإنّ أهله ليبكون عليه الآن...». ۴

۲. البخاري: حدّثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنّها أخبرته أنّها سمعت عائشة زوج النبيّ صلی الله علیه و آله قالت: إنّما مرّ رسول الله صلی الله علیه و آله على يهوديّة يبكي عليها أهلها، فقال:
«إنّهم ليبكون عليها وإنّها لَتُعذّب في قبرها».۵

۳. مسلم النيسابوري: حدّثني عليّ بن حجر، أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى: لمّا اُصيب عمر أقبل صهيب من منزله حتّى دخل على عمر فقام بحياله يبكي، فقال عمر: عَلامَ تبكي؟ أعليَّ تبكي؟ قال: إي والله، لعليك أبكي يا أمير المؤمنين، قال: والله، لقد علمت أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال: «من يبكى عليه يعذّب» قال: فذكرت ذلك لموسى بن طلحة، فقال: كانت عائشة تقول إنّما كان اُولئك اليهود. ۶
وروي عن "أبي مليكة۷" عنهصلی الله علیه و آله نحوه.

1.. صحيح البخاري: ج۱ ص۴۲۰ ح۱۱۸۷ وج ۳ ص۱۰۳۶ _ ۱۰۳۷ ح۲۶۶۱، صحيح مسلم: ج۴ ص۱۹۱۷ ح۱۲۹ وص۱۹۱۸ ح۱۳۰.

2.. وسائل الشيعة: ج۳ ص۲۷۹ _ ۲۸۳.

3.. وَهَلَ: أي ذهب وهمُه إلی ذلك. ویجوز أن یکون بمعنی سها وغَلِط (النهایة: ج۵ ص۲۳۳ «وهل»).

4.. صحيح البخاري: ج۴ ص۱۴۶۲ ح۳۷۵۹، صحيح مسلم: ج۲ ص۶۴۳ ح۲۶.

5.. صحيح البخاري: ج۱ ص۴۳۳ ح۱۲۲۷، صحيح مسلم: ج۲ ص۶۴۳ ح۲۷.

6.. صحيح مسلم: ج۲ ص۶۳۹ _ ۶۴۰ ح۲۰ صحيح البخاري: ج۱ ص۴۳۳ _ ۴۳۴ ح۱۲۲۸ نحوه.

7.. صحيح مسلم: ج۲ ص۶۴۰ ح۲۲ وفيه "لا والله، ما قاله رسول الله۶ قطّ إنّ الميّت يعذّب ببكاء أحد، ولكنّه قال: إنّ الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذاباً، وإنّ الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر اُخرى. قال أيّوب: قال ابن أبي مليكة: حدّثني القاسم بن محمّد، قال: لما بلغ عائشةَ قول عمر وابن عمر قالت: إنّكم لتحدّثوني عن غير كاذبين ولا مكذّبين، ولكنّ السمع يخطئ"، صحيح البخاري: ج۱ ص۴۳۲ ح۱۲۲۶.


مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد الثانی
328

۵. ابن أبي شيبة بإسناده: عن حبّان الطائي: شهدت جنازة اُمّ مصعب بن الزبير وفيها ابن عبّاس على أتان له، فمرّ وحاذى عبد الله بن عمرو وابن عمر، وقال: فسمعوا أصوات صوائح، قال: قلت: يا ابن عبّاس تصنع هذا وأنت ها هنا؟ قال: دعنا منك يا حبّان فإنّ الله أضحك وأبكى. ۱

وتقدّم في الباب ۸۳ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

۸۵ _ باب جواز إظهار التأثّر قبل المصيبة والصبر والرضا والتسليم بعدها ۲

۱. ابن حنبل: حدّثنا أسود بن عامر، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أتى رسول الله صلی الله علیه و آله بعض بناته وهي تجود بنفسها، فوقع عليها فلم يرفع رأسه حتّى قبضت، قال: فرفع رأسه وقال:
«الحمد لله، المؤمن بخير؛ تُنزَع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز و جلّ ».۳

وتقدّم في الباب ۸۰ و ۸۳ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

۸۶ _ باب استحباب التسلّي وتناسي المصائب۴

۱. الطبراني: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزّاق، عن عبد الرحمن بن عمر، ثنا عثمان بن الأسود أنّ اُميّة بن صفوان أخبره أنّه وجد صحيفة مربوطة بقراب صفوان أو بسيفه، فإذا فيها: هذا ما يسأل إبراهيمعلیه السلام ربّه عز و جلّ ، قال:
«أي ربّ ما جزاء من يبلّ الدمع وجهه من خشيتك؟» قال: «صلواتي ورضواني»، قال: «فما جزاء من يصبّر الحزين ابتغاء وجهك؟» قال: «أكسوه ثياباً من الإيمان يتبوّأ بها الجنّة ويتّقي بها النار».۵

۲. البخاري: حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، قال: سمعت محمّد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: لمّا قُتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه، أبكي وينهونني عنه والنبيّ صلی الله علیه و آله لا ينهاني، فجعلت عمّتي فاطمة تبكي، فقال النبيّ صلی الله علیه و آله:

1.. المصنّف لابن أبي شيبة: ج۳ ص۱۷۰ ح۲.

2.. وسائل الشيعة: ج۳ ص۲۷۵ _ ۲۷۷.

3.. مسند ابن حنبل: ج۱ ص۶۳۶ ح۲۷۰۴، سنن النسائي: ج۴ ص۱۲ نحوه.

4.. وسائل الشيعة: ج۳ ص۲۷۷ _ ۲۷۹.

5.. الدعاء للطبراني: ص۳۷۰ ح۱۲۲۷، المصنّف لعبد الرزّاق: ج۳ ص۳۹۵ ح۶۰۷۳.

  • نام منبع :
    مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمود کريميان، سیدمحمدحسن حکیم
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1391
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3235
صفحه از 514
پرینت  ارسال به