ثمّ احشي سفلتها كرسفاً ما استطعتِ، ثمّ امسحي كرسفها من طيبها، ثمّ خذي سَبَنِيَّةً^۱ طويلة مغسولة فاربطيها على عجزها كما يربط النطاق، ثمّ اعقديها بين فخذيها وضمّي فخذيها، ثمّ ألقي طرف السبنيّة من عند عجزها إلى قريب من ركبتها. فهذا بيان سفلتها.
ثمّ طيّبيها وكفّنيها، واضفري شعرها ثلاثة قرون: قصّة وقرنين، ولا تشبّهيها بالرجال.
وليكن كفنها خمسة أثواب: إحداهنّ الذي تلفّ به فخذاها، ولا تنقصي من شعرها شيئاً _ يعني بنورة ولاغيرها _ وما سقط من شعرها فاغسليه، ثمّ أعيديه في شعر رأسها _ أو قال: اغرزيه _ وطيّبي شعر رأسها، واحسني تطييبه إن شئت، واجعلي كلّ شيء منها وتراً، ولا تنسي ذلك، فإن بدا لك أن تجمّريها في نعشها، فاجعليه نبذة واحدة حتّى يكون وتراً. هذا بيان كفنها ورأسها.
وإن كانت مجدورة أو مخضوبة أو أشباه ذلك، فخذي خرقة واسعة، فاغسليها في الماء».^۲

۳. الدارقطني: حدّثنا عبد الله بن محمّد، نا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، نا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:
«خمرّوا وجوه موتاكم، ولا تَشَبّهوا باليهود».^۳

۴. ابن أبي شيبة بإسناده: عن أبي هريرة: كفّنوني في ثلاثة أثواب لفّوني فيها لفّاً. ^۴

۵. عبد الرزّاق بإسناده: عن نافع: كان ابن عمر يسدل طرف العمامة على وجه الميّت، ثمّ يلفّ على رأسه من تحت الذقن، ثمّ يلويها على رأسه، ثمّ يسدل الطرف الآخر أيضاً على وجهه. ^۵

۹. أبو داود بإسناده: عن عائشة: اُدرج النبيّ صلی الله علیه و آله في ثوب حبرة، ثمّ اُخّر عنه. ^۱

۱۰. عبد الرزّاق بإسناده: عن هشام بن عروة: لُفّ النبيّ صلی الله علیه و آله في ثوب حبرة جفّف فيه، ثمّ نزع، وجعل مكانه السحول^۲، وكان الثوب الحبرة لعبد الله بن أبي بكر، فقال: لا ألبس ثوباً نزعه الله عن رسول الله صلی الله علیه و آله أبداً. ^۳

۱۴ _ باب كيفيّة التكفين والتحنيط، وجملة من أحكامهما ^۴

۱. أبو داود: حدّثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني نوح بن حكيم الثقفي، وكان قارئاً للقرآن، عن رجل من بنى عروة بن مسعود، يقال له: داود، قد ولدته اُمّ حبيبة بنت أبي سفيان، زوج النبيّ صلی الله علیه و آله، عن ليلى بنت قانف الثقفيّة: كنت فيمن غسّل اُمّ كلثوم بنت رسول الله صلی الله علیه و آله عند وفاتها، فكان أوّل ما أعطانا رسول الله صلی الله علیه و آله الحقاء^۵، ثمّ الدرع، ثمّ الخمار، ثمّ الملحفة، ثمّ اُدرجت بعد في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله صلی الله علیه و آله عند الباب معه كفنها، يناولناها ثوباً ثوباً. ^۶

۲. البيهقي: أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، ثنا محمود بن غيلان (ح) وأخبرنا أبو حازم الحافظ، أنبأ أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ، أنبأ أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمود بن غيلان أملاه علينا، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا أبو معاوية شيبان، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن حفصة بنت سيرين، عن اُمّ سليم اُمّ أنس بن مالك: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:
«إذا توفّيت المرأة فأرادوا أن يغسّلوها...هذا بيان الغسل...