خريفاً حتّى ينتهي إلى غيّ وأثام. قيل: وما غيّ وأثام؟ قال: بئران في أسفل جهنّم يسيل منهما صديد^۱ أهل النار، وهما اللذان ذكرهما الله في كتابه: ﴿أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً﴾^۲، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً».^۳

۶.مالك بإسناده: أنّ عمر بن الخطاب كتب إلى عمّاله: إنّ أهمّ أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع.^۴

۷.الدارقطني بإسناده: عن عمر: إنّه لا حظّ في الإسلام لأحد أضاع الصلاة.^۵

۸.ابن أبي شيبة بإسناده: إنّ مسروقاً كان يقول: من حافظ عن هؤلاء الصلوات لم يكتب من الغافلين؛ فإنّ في أفراطهنّ الهلكة.^۶

ويأتي في الباب ۱ و ۲ و ۳ من أبواب المواقيت ما يدلّ عليه.

۸ _ باب وجوب إتمام الصلاة وإقامتها^۷

۱.النسائي: أخبرني محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدّثنا الليث، قال: نا خالد، عن ابن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم:

«إنّ العبد ليصلّي فما يكتب له إلاّ عشر صلاته، فالتسع، فالثمن، فالسبع حتّى تكتب صلاته تامّة».^۸

وروي عن "عمّار بن ياسر^۹" وعن "أبي اليسر^۱۰" كلاهما عنه صلی الله علیه و اله و سلم نحوه.

۲.

وروي عن "أبي هريرة^۱" وعن "تميم الداري^۲" كلاهما عنه صلی الله علیه و اله و سلم مثله.

۲.ابن حنبل: حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا سعيد، حدّثني كعب بن علقمة، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلی الله علیه و اله و سلم؛ أنّه ذكر الصلاة يوماً فقال:

«من حافظ عليها كانت له نور أو برهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان واُبي بن خلف».^۳

۳.الحاكم النيسابوري: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله السني بمرو، ثنا أبو الموجه، أنبأ عبدان، أنبأ أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم:

«من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين».^۴

۴.الطبراني: حدّثنا إسحاق بن داود الصوّاف التستري، ثنا محمد بن عبد الله بن عقيل، ثنا إسماعيل بن أبان، ثنا عمرو بن شمر الجعفي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: سمعت الحارث بن الخزرج يقول: حدّثني أبي، قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم يقول:

«... قال ملك الموت علیه السلام:... ما من أهل بيت يا محمّد، شعر ولا مدر، برّ ولا بحر، سهل ولا جبل، إلاّ أنا أتصفّحهم في كلّ يوم وليلة حتّى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم... قال جعفر علیه السلام: بلغني أنّه إنّما يتصفّحهم عند مواقيت الصلاة، فإذا نظر عند الموت، فمن كان يحافظ على الصلوات دنا منه الملك، ودفع عنه الشيطان، ويلقّنه الملك: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، وذلك الحال العظيم».^۵

۵.الطبراني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن صدقة، ثنا العبّاس بن أبي طالب، ثنا محمّد بن زياد بن زبار الكلبي، ثنا شرقي بن القطامي، عن لقمان بن عامر، قال: جئت أبا أمامة الباهلي فقلت: حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم، فقال: قال رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم:

«لو أنّ صخرة وزنت عشر خَلِفات^۶ قذف بها من شفير جهنّم ما بلغت قعرها سبعين