أبي الحسن الثالث عليه السلام أنّه قال :إِنَّ اللّهَ جَعَلَ قُلُوبَ الأَئِمَّةِ مَورِدَاً لِاءِرَادَتِهِ ، فَإِذَا شَاءَ اللّهُ شَيئاً شَاءُوهُ ، وَهُوَ قَولُ اللّهِ : «وَ مَا تَشَآءُونَ إِلَا أَن يَشَآءَ اللَّهُ» ۱ . ۲
۱۴
كتابه عليه السلام إلى بعض الأصحاب
فيما جاء في معنى الحديث الصعب المستصعب
۰.محمّد بن يحيى وغيره ، عن محمّد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا ، قال : كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام : جُعلت فداك ، ما معنى قول الصادق عليه السلام :حَدِيثُنَا لا يَحتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرسَلٌ وَلا مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ ؟ فجاء الجواب :
إِنَّمَا مَعنَى قَولِ الصَّادِقِ عليه السلام ـ أَي لا يَحتَمِلُهُ مَلَكٌ وَلا نَبِيٌّ وَلا مُؤمِنٌ ـ أَنَّ المَلَكَ لا يَحتَمِلُهُ حَتَّى يُخرِجَهُ إِلَى مَلَكٍ غَيرِهِ ، وَالنَّبِيُّ لا يَحتَمِلُهُ حَتَّى يُخرِجَهُ إِلَى نَبِيٍّ غَيرِه ، وَالمُؤمِنُ لا يَحتَمِلُهُ حَتَّى يُخرِجَهُ إِلَى مُؤمِنٍ غَيرِه ، فَهَذَا مَعنَى قَولِ جَدِّي عليه السلام ۳ . ۴
1.الإنسان :۳۰ .
2.بصائر الدرجات:ص۵۳۷ ح۴۷ ،تفسير القمّي: ج۲ ص۴۰۹ بإسناده عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد بن السيّاريّ ، بحار الأنوار : ج۵ ص۱۱۴ ح۴۴ وج۲۴ ص۳۰۵ ح۴ وج۲۵ ص۳۷۲ ح۲۳ .
3.الكافي : ج۱ ص۴۰۱ ح۴ .
4.في معاني الأخبار : أبي رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبد اللّه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض أهل المدائن ، قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام : روي لنا عن آبائكم أنّ حديثكم صَعبٌ مستَصعَب ، لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ، قال : فجاءه الجواب : إنّما معناه أنّ المَلَك لا يحتمله في جوفه حتّى يخرجه إلى مَلَك مثله ، ولا يحتمله نبيّ حتّى يخرجه إلى نبيّ مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتّى يخرجه إلى مؤمن مثله .
إنّما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتّى يخرجه إلى غيره ( معاني الأخبار : ص۱۸۸ ح۱ ، بحار الأنوار : ج۲ ص۱۸۴ ح۶ نقلاً عنه ) .