۱۳۴
كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن حَمدَوَيه البَيهَقِيّ
۰.قال أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قُتيبة : وممّا رقّع ( وقّع ) عبد اللّه بن حَمدَوَيه البَيهقيّ ۱ وكتبته عن رقعته :
إنّ أهل نَيسابور قد اختلفوا في دينهم وخالف بعضهم بعضاً ويُكفّر بعضهم بعضاً ، وبها قوم يقولون : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله عرف جميع لغات أهل الأرض ولغات الطيور وجميع ما خلق اللّهُ ، وكذلك لابدّ أن يكون في كلّ زمان من يعرف ذلك ويعلم ما يُضمر الإنسان ، ويعلم ما يعمل أهل كلّ بلاد في بلادهم ومنازلهم ، وإذا لقيَ طفلين يعلم أيّهما مؤمنٌ وأيّهما يكون منافقاً ، وأنّه يعرف أسماء جميع من يتولّاه في الدنيا وأسماء آبائهم ، وإذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلّمه .
ويزعمون ـ جُعلت فداك ـ أنّ الوحي لا ينقطع ، والنبيّ صلى الله عليه و آله لم يكن عنده كمال العلم ، ولا كان عند أحد من بعده ، وإذا حدث الشيء في أيّ زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان ، أوحى اللّهُ إليه وإليهم . فقال :كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ وَافتَرَوا إِثماً عَظِيماً .
۰.وبها شيخ يقال له فضل بن شاذان ، يخالفهم في هذه الأشياء ويُنكر عليهم أكثرها ، وقوله : شَهادة أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه ، وأنّ اللّه عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل أنّه جسم ، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأنّ من قوله : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قد أتى بكمال الدين وقد بلّغ عن اللّه عز و جل ما أمره به وجاهد في سبيله وعبده حتّى أتاه اليقين ، وإنّه عليه السلام أقام رجلاً يقوم مقامه من بعده ، فعلّمه من العلم الّذي أوحى اللّه ، فعرف ذلك الرجل الّذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب ، وكذلك في كلّ زمان لا بدّ من أن يكون واحد يعرف هذا ، وهو ميراث من