الحسين عليه السلام أين تريد؟ فحدّثه ، فقال له : إني أنشدُك اللَّه لمّا انصرفت ، فو اللَّه ، لا تقدم إلّا على الأسنّة وحدّ السيوف ، فإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ، ووطّئوا لك الأشياء فقدمت عليهم ، كان ذلك رأياً ، فأمّا على هذه الحال التي تذكرها فإنّي لا أرى لك أن تفعل .
قال : فقال له : يا عبداللَّه ، إنّه ليس يخفى عليَّ ، الرأي ما رأيت ، ولكنّ اللَّه لا يغلب على أمره ، ثمّ ارتحل منها .
و نزع يزيد بن معاوية في هذه السنة الوليد بن عتبة عن مكّة ، وولاّها عمرو بن سعيد بن العاص ، وذلك في شهر رمضان منها ، فحجّ بالناس عمرو بن سعيد في هذه السنة . حدّثني بذلك أحمد بن ثابت ، عمّن ذكره ، عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر .
و كان عامله على مكّة والمدينة في هذه السنة بعد ما عزل الوليد بن عتبة عمرو بن سعيد ، و على الكوفة والبصرة وأعمالهما عبيد اللَّه بن زياد ، وعلى قضاء الكوفة شريح بن الحارث ، و على قضاء البصرة هشام بن هبيرة .
۱ثمّ دخلت سنة إحدى وستّين
(ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث)
فمن ذلك مقتل الحسين رضوان اللَّه عليه ، قتل فيها في المحرّم لعشر خلون منه ، كذلك حدّثني أحمد بن ثابت ، قال : حدّثني مُحدّث ، عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر ، وكذلك قال الواقدي وهشام بن الكلبي ، وقد ذكرنا ابتداء أمر الحسين في مسيره نحو العراق و ما كان منه في سنة ستّين ، ونذكر الآن ما كان من أمره في سنة إحدى وستّين ، وكيف كان مقتله .
حدّثت عن هشام ، عن أبي مخنف ، قال : حدّثني أبو جناب ، عن عديّ بن حرملة ، عن عبداللَّه بن سليم والمذرى بن المشمعل الأسديين ، قالا : أقبل الحسين عليه السلام حتّى نزل شراف ، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء