77
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

إنسان ما في يده حتّى كأنّنا على رؤوسنا الطير .

قال أبو مخنف : فحدّثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين ، قالت : فقلت له : أيَبعثُ إليكَ ابنُ رسول اللَّه ثمّ لا تأتيه؟ سبحان اللَّه! لو أتيته فسمعت من كلامه ، ثمّ انصرفت . قالت : فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه .
قالت : فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدّم ، وحُمل إلى الحسين ، ثمّ قال لامرأته : أنت طالق ، الحقي بأهلك ، فإنّي لا اُحبّ أن يصيبك من سببي إلّا خير .
ثمّ قال لأصحابه : من أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فإنّه آخر العهد ، إنّي ساُحدّثكم حديثاً : غزونا بلنجر ، ففتح اللَّه علينا ، وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان الباهلي : أفرحتم بما فتح اللَّه عليكم ، وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا : نعم ، فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم ، فأمّا ۱أنا فإنّي أستودعكم اللَّه ، قال : ثمّ واللَّه ما زال في أوّل القوم حتّى قتل .

قال أبو مخنف : حدّثني أبو جناب الكلبيّ ، عن عديّ بن حرملة الأسديّ ، عن عبداللَّه بن سليم والمذرى بن المشمعل الأسديّين ، قالا : لمّا قضينا حجّنا لم يكن لنا همّة إلّا اللحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من أمره وشأنه ، فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتّى لحقناه بزرود ، فلمّا دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين ، قالا : فوقف الحسين كأنّه يريده ، ثمّ تركه ، ومضى ومضينا نحوه ، فقال أحدنا لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا فلنسأله ، فإن كان عنده خبر الكوفة علمناه ، فمضينا حتّى انتهينا إليه ، فقلنا : السلام عليك ، قال : وعليكم السلام ورحمة اللَّه ، ثمّ قلنا : فَمَن الرجل؟ قال : أسدي : فقلنا : فنحن أسديّان ، فَمَن أنت؟ قال : أنا بكير بن المثعبة ، فانتسبنا له ، ثمّ قلنا : أخبرنا عن الناس وراءك ، قال : نعم ، لم أخرج من الكوفة حتّى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ، فرأيتهما يُجرّان بأرجلهما في السوق .

قالا : فأقبلنا حتّى لحقنا بالحسين ، فسايرناه حتّى نزل الثعلبية ممسياً ، فجئناه

1.۵ / ۳۹۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
76

قال : فأمر به عبيد اللَّه بن زياد أن يُرمى به من فوق القصر ، فَرُمي به ، فتقطّع فمات .
ثمّ أقبل الحسين سيراً إلى الكوفة ، فانتهى إلى ماء من مياه العرب ، فإذا عليه عبداللَّه بن مطيع العدويّ ، وهو نازل هاهنا ، فلمّا رأى الحسين قام إليه ، فقال : بأبي أنت واُمّي يا بن رسول اللَّه! ما أقدمك؟ واحتمله فأنزله ، فقال له الحسين : كان من موت معاوية ما قد بلغك ، فكتب إليّ أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم .

فقال له عبداللَّه بن مطيع : أذكِّركَ اللَّهَ يا بن رسول اللَّه وحُرمة الإسلام أن تنتهك! أنشدُك اللَّه في حُرمة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ! أنشدك اللَّه في حرمة العرب! فو اللَّه ، لئن طلبت ما في أيدي بني اُميّة ليقتلنّك ، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحداً ابداً ، واللَّه ، إنّها لَحُرمة الإسلام تُنتهك ، وحُرمة قريش ۱وحُرمة العرب ، فلا تفعل ، ولا تأتِ الكوفة ، ولا تَعَرَّض لبني اُميّة .

قال : فأبى إلّا أن يمضي .
قال : فأقبل الحسين حتّى كان بالماء فوق زرود .

قال أبو مخنف : فحدّثني السدّيّ ، عن رجل من بني فزارة ، قال : لمّا كان زمن الحجّاج بن يوسف كنّا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في التّمارين ، التي اُقطعت بعد زهير بن القين ، من بني عمرو بن يشكر من بجيلة ، وكان أهل الشام لا يدخلونها ، فكنّا مختبئين فيها ، قال : فقلت للفزاري : حدّثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن عليّ ، قال : كنّا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكّة نساير الحسين ، فلم يكن شي‏ء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل ، فإذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين ، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير ، حتّى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدّاً من أن ننازله فيه ، فنزل الحسين في جانب ، ونزلنا في جانب ، فبينا نحن جلوس نتغدّى من طعام لنا ، إذ أقبل رسول الحسين حتّى سلّم ، ثمّ دخل فقال : يا زهير بن القين ، إنّ أبا عبداللَّه الحسين بن عليّ بعثني إليك لتأتيه . قال : فطرح كلّ

1.۵ / ۳۹۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5949
صفحه از 512
پرینت  ارسال به