75
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

إقبال الحسين من مكّة إلى الكوفة ، بعث الحصين بن تميم صاحب شُرَطه حتّى نزل القادسية ، ونظم الخيلَ ما بين القادسية إلى خفّان ، وما بين القادسية إلى القطقطانة وإلى لَعلَع ، وقال الناس : هذا الحسين يريد العراق .

قال أبو مخنف : وحدّثني محمّد بن قيس أنّ الحسين أقبل حتّى إذا بلغ الحاجر من بطن الرمّة بعث قيس بن مسهر الصيداويّ إلى أهل الكوفة ، وكتب معه إليهم :

۱بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏
من الحسين بن عليّ إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين : سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلّا هو ، أمّا بعد؛ فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، و اجتماع ملئكم على نصرنا ، والطلب بحقّنا ، فسألت اللَّه أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شَخَصتُ إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم ووجدّوا ، فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه إن شاء اللَّه ، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته .

و كان مسلم بن عقيل قد كان كتب إلى الحسين قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة : أمّا بعد؛ فإنّ الرائد لا يَكذِبُ أهله ، إنّ جمع أهل الكوفة معك ، فأقبل حين تقرأ كتابي ، والسلام عليك .
قال : فأقبل الحسين بالصبيان والنساء معه لا يلوي على شي‏ء ، وأقبل قيس بن مسهر الصيداويّ إلى الكوفة بكتاب الحسين ، حتّى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلى عبيد اللَّه بن زياد ، فقال له عبيد اللَّه : اصعد إلى القصر فسبّ الكذّاب ابن الكذّاب ، فصعد ثمّ قال :
أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق اللَّه ، ابن فاطمة بنت رسول اللَّه ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر ، فأجيبوه ، ثمّ لعن عبيد اللَّه بن زياد وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب .

1.۵ / ۳۹۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
74

قال : وحدّثني العلاء بن أبي عاثة ، قال : حدّثني رأس الجالوت ، عن أبيه ، قال : ما مررت بكربلاء إلّا وأنا أركُض دابّتي حتّى أخلّف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال : كنّا نتحدّث أنّ ولد نبيّ مقتول في ذلك المكان ، قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلمّا قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنّا نتحدّث ، قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض .

حدّثني الحارث ، قال : حدّثنا ابن سعد ، قال : حدّثني عليّ بن محمّد ، ۱عن جعفر بن سليمان الضبعي ، قال : قال الحسين : واللَّه ، لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلّط اللَّه عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأمة ، فقدم للعراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنّة إحدى وستّين .
قال الحارث : قال ابن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : قتل الحسين بن عليّ عليه السلام في صفر سنّة إحدى وستّين ، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين .

حدّثني بذلك أفلح بن سعيد ، عن ابن كعب القرظيّ ، قال الحارث : حدّثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، عن أبي معشر ، قال : قتل الحسين لعشر خلون من المحرّم . قال الواقدي : هذا أثبت .
قال الحارث : قال ابن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : أخبرنا عطاء بن مسلم ، عمّن أخبره ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : أوّل رأس رفع على خشبة رأس الحسين رضى اللّه عنه وصلّى اللَّه على روحه .
قال أبو مخنف : عن هشام بن الوليد ، عمّن شهد ذلك ، قال : أقبل الحسين بن عليّ بأهله من مكّة ومحمّد بن الحنفية بالمدينة ، قال : فبلغه خبره وهو يتوضّأ في طست ، قال : فبكى حتّى سمعت وكفُ‏۲ دموعه في الطست .

قال أبو مخنف : حدّثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، قال : ولمّا بلغ عبيد اللَّه

1.۵ / ۳۹۴

2.وَكَفَت العينُ بالدمع : إذا تقاطر (لسان العرب : ج ۹ ص ۳۶۳ «وكف)» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6030
صفحه از 512
پرینت  ارسال به