71
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

۱حدّثني الحسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبو ربيعة ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن حصين بن عبد الرحمن ، قال : بلغنا أن الحسين عليه السلام . . .
و حدّثنا محمّد بن عمّار الرازي ، قال : حدّثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدّثنا عبّاد بن العوّام ، قال : حدّثنا حصين ، أنّ الحسين بن عليّ عليه السلام كتب إليه أهل الكوفة : أنّه معك مئة ألف ، فبعث إليهم مسلم بن عقيل ، فقدم الكوفة ، فنزل دار هانئ بن عروة ، فاجتمع إليه الناس ، فأخبر ابن زياد بذلك .

زاد الحسين بن نصر في حديثه : فأرسل إلى هانئ فأتاه ، فقال : أ لم أوقرك؟ أ لم أكرمك؟ أ لم أفعل بك؟ قال : بلى ، قال : فما جزاء ذلك؟
قال : جزاؤه أن أمنعك ، قال : تمنعني؟! قال : فأخذ قضيباً مكانه فضربه به ، وأمر فكُتِف ، ثمّ ضرب عنقه ، فبلغ ذلك مسلم بن عقيل ، فخرج ومعه ناس كثير ، فبلغ ابن زياد ذلك ، فأمر بباب القصر فاُغلق ، وأمر منادياً فنادى : يا خيل اللَّه اركبي ، فلا أحد يجيبه ، فظنّ أنّه في ملأ من الناس .
قال حصين : فحدّثني هلال بن يساف ، قال : لقيتهم تلك الليلة في الطريق عند مسجد الأنصار ، فلم يكونوا يمرّون في طريق يميناً ولا شمالاً إلّا وذهبت منهم طائفة ، الثلاثون والأربعون ، ونحو ذلك ، قال : فلمّا بلغ السوق ، وهي ليلة مظلمة ، ودخلوا المسجد ، قيل لابن زياد : واللَّه ، ما نرى كثير أحد ، ولا نسمع أصوات كثير أحد ، فأمر بسقف المسجد فقلع ، ثمّ أمر بحرادي فيها النيران ، فجعلوا ينظرون ، فإذا قريب خمسين رجلاً .

قال : فنزل فصعد المنبر وقال للناس : تميّزوا أرباعاً أرباعاً ، فانطلق كلّ قوم إلى رأس ربعهم ، فنهض إليهم قوم يقاتلونهم ، فجرح مسلم جراحة ثقيلة ، وقتل ناس من أصحابه ، وانهزموا ، فخرج مسلم فدخل داراً من دور كندة ، فجاء رجل إلى محمّد بن الأشعث وهو جالس إلى ابن زياد ، فسارّه ، فقال له : إنّ مسلماً في دار فلان ، فقال ابن زياد : ما قال لك؟ قال : إنّ مسلماً في دار فلان ، قال ابن زياد لرجلين :

1.۵ / ۳۹۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
70

فقتلونا ، ثمّ أمر بحبرة فشققها ، ثمّ ۱لبسها وخرج بسيفه ، فقاتل حتّى قتل (صلوات اللَّه عليه) قتله رجل من مذحج وحزّ رأسه ، وانطلق به إلى عبيد اللَّه وقال :

أوقِرْ ركابي فضّةً وذهبافقد قَتَلتُ الملكَ المحجّبا
قتلتُ خيرَ الناسِ اُمّاً وأباو خَيرهُم إذ ينسبونَ نسبا
وأوفده إلى يزيد بن معاوية ومعه الرأس ، فوضع رأسه بين يديه وعنده أبو برزة الأسلمي ، فجعل ينكت بالقضيب على فِيهِ ويقول :

يُفَلِّقن هاماً من رجالٍ أعزّةعلَينا وهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك ، فو اللَّه ، لربما رأيت فا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله على فيه يلثمه .

و سرّح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى عبيد اللَّه ، ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين بن عليّ عليه السلام إلّا غلام كان مريضاً مع النساء ، فأمر به عبيد اللَّه ليقتل ، فطرحت زينب نفسها عليه وقالت : واللَّه ، لا يقتل حتّى تقتلوني! فرقّ لها ، فتركه وكفّ عنه .
قال : فجهّزهم وحملهم إلى يزيد ، فلمّا قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ، ثمّ أدخلوهم ، فهنّئوه بالفتح .

قال رجل منهم أزرق أحمر ونظر إلى وصيفة من بناتهم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه .
فقالت زينب : لا واللَّه ، ولا كرامة لك ولا له إلّا أن يخرج من دين اللَّه .
قال : فأعادها الأزرق ، فقال له يزيد : كُفّ عن هذا ، ثمّ أدخلهم على عياله ، فجهّزهم وحملهم إلى المدينة ، فلمّا دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطّلب ناشرة شعرها ، واضعة كمها على رأسها ، تلقاهم وهي تبكي وتقول :

ماذا تَقولونَ إن قالَ النبيُّ لَكُم‏ماذا فَعلتُم وأنتم آخرُ الاُممِ!
بعترتي وبأهلي بعد مُفتَقَدي‏منهم اُسارى وقَتلَى ضرّجوا بدمِ‏
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُ لَكُم‏أن تُخلفوني بسوء في ذوي رحمي!

1.۵ / ۳۹۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6154
صفحه از 512
پرینت  ارسال به