69
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فخير الأمان أمان اللَّه ، ولن يؤمن اللَّه يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل اللَّه مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم ۱القيامة ، فإنّ كنتَ نويتَ بالكتاب صِلَتي وبرّي ، فجزيت خيراً في الدنيا والآخرة ، والسلام .

رجع الحديث إلى حديث عمّار الدهني عن أبي جعفر ، فحدّثني زكرياء بن يحيى الضرير ، قال : حدّثنا أحمد بن جناب المصيصيّ ، قال : حدّثنا خالد بن يزيد بن عبداللَّه القسري ، قال : حدّثنا عمّار الدهني ، قال : قلت لأبي جعفر : حدّثني عن مقتل الحسين حتّى كأنّي حضرته ، قال : فأقبل حسين بن عليّ بكتاب مسلم بن عقيل كان إليه ، حتّى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال ، لقيه الحرّ بن يزيد التميمي ، فقال له : أين تريد؟
قال : اُريد هذا المصر ، قال له : ارجع فانّي لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه ، فهمّ أن يرجع ، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل ، فقالوا : واللَّه ، لا نرجع حتّى نصيب بثأرنا أو نقتل ، فقال : لا خير في الحياه بعدكم! فسار فلقيته أوائل خيل عبيد اللَّه ، فلمّا رأى ذلك عدل إلى كربلاء فأسند ظهره إلى قصباء وخَلاً . كيلا يقاتل إلّا من وجه واحد ، فنزل وضرب أبنيته ، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ومئه راجل ، وكان عمر بن سعد بن أبي وقّاص قد ولاّه عبيد اللَّه بن زياد الريّ ، وعهد إليه عهده ، فقال : اكفني هذا الرجل ، قال : أعفني ، فأبى أن يعفيه ، قال : فانظرني الليلة ، فأخّره ، فنظر في أمره فلمّا أصبح غدا عليه راضياً بما أمر به ، فتوجّه إليه عمر بن سعد .

فلمّا أتاه قال له الحسين : اختر واحدة من ثلاث : إمّا أن تدعوَني فأنصرف من حيث جئت ، وإمّا أن تدعوَني فأذهب إلى يزيد ، وإمّا أن تدعوَني فألحق بالثغور .
فقبل ذلك عمر ، فكتب إليه عبيد اللَّه : لا ، ولا كرامة حتّى يضع يده في يدي!

فقال له الحسين : لا واللَّه ، لا يكون ذلك أبداً ، فقاتله فقتل أصحاب الحسين كلّهم ، وفيهم بضعة عشر شابّاً من أهل بيته ، وجاء سهم فأصاب ابناً له معه في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : اللّهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا

1.۵ / ۳۸۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
68

طفئ نور الأرض ، فإنّك علم المهتدين ، ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالسير۱ فإنّي في أثر الكتاب ، والسلام .

قال : وقام عبداللَّه بن جعفر إلى عمرو بن سعيد بن العاص فكلّمه ، وقال : اكتب إلى الحسين كتاباً تجعل له فيه الأمان ، وتُمنّيه فيه البرّ والصلة ، وتوثق له في كتابك ، وتسأله الرجوع لعلّه يطمئنّ إلى ذلك فيرجع .
فقال عمرو بن سعيد : اكتب ما شئت وائتني به حتّى أختمه ، فكتب عبداللَّه بن جعفر الكتاب ، ثمّ أتى به عمرو بن سعيد ، فقال له : اختمه ، وابعث به مع أخيك يحيى بن سعيد ، فإنّه أحرى أن تطمئنّ نفسه إليه ، ويعلم أنّه الجدّ منك ، ففعل ، وكان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاوية على مكّة .

قال : فلحقه يحيى وعبداللَّه بن جعفر ، ثمّ انصرفا بعد أن أقرأه يحيى الكتاب ، فقالا : أقرأناه الكتاب ، وجهدنا به ، وكان ممّا اعتذر به إلينا أن قال :
إنّي رأيت رؤيا فيها رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، واُمرتُ فيها بأمر أنا ماضٍ له ، عليّ كان أولى ، فقالا له : فما تلك الرؤيا؟
قال : ما حدّثتُ أحداً بها ، وما أنا محدّث بها حتّى ألقى ربّي .
قال : وكان كتاب عمرو بن سعيد إلى الحسين بن عليّ :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من عمرو بن سعيد ، إلى الحسين بن عليّ ، أمّا بعد؛ فإنّي أسال اللَّه أن يصرفك عمّا يوبقك ، وأن يهديك لما يرشدك ، بلغني أنّك قد توجّهت إلى العراق ، وإنّي اُعيذك باللَّه من الشقاق ، فإنّي أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبداللَّه بن جعفر ويحيى بن سعيد ، فأقبل إليَّ معهما ، فإنَّ لك عندي الأمان والصلة والبرّ وحسن الجوار لك ، اللَّه عليَّ بذلك شهيد وكفيل ، ومراع ووكيل ، والسلام عليك .

قال : وكتب إليه الحسين : أمّا بعد ، فإنّه لم يشاقق اللَّه ورسوله مَن دعا إلى اللَّه عزّ و جلّ وعمل صالحاً ، وقال : إنّني من المسلمين ، وقد دعوت إلى الأمان والبرّ والصلة ،

1.۵ / ۳۸۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6170
صفحه از 512
پرینت  ارسال به