67
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : ثمّ مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم ، وهيئته حسنة ، فأتيته فإذا هو لعبداللَّه بن عمرو بن العاص ، فسألني ، فأخبرته بلقاء الحسين بن عليّ ، فقال لي : ويلك! فهلّا اتّبعته ، فو اللَّه ليملكنّ ، ولا يجوز السلاح فيه ولا في أصحابه .
قال : فهممت واللَّه أن ألحق به ، ووقع في قلبي مقالته ، ثمّ ذكرت الأنبياء وقتلهم ، فصدّني ذلك عن اللحاق بهم ، فقدمت على أهلي بعسفان ، قال : فو اللَّه ، إني لعندهم إذ أقبلت عير قد امتارت من الكوفة ، فلمّا سمعت بهم خرجت في آثارهم حتّى إذا أسمعتهم الصوت وعجّلت عن إتيانهم صرخت بهم : ألا ما فعل الحسين بن عليّ؟ قال : فردّوا عليَّ : ألا قد قتل .

قال : فانصرفت وأنا ألعن عبداللَّه بن عمرو بن العاص . قال : وكان أهل ذلك الزمان يقولون ذلك الأمر ، وينتظرونه في كلّ يوم وليلة .
قال : وكان عبداللَّه بن عمرو يقول : لا تبلغ الشجرة ولا النخلة ولا الصغير حتّى يظهر هذا الأمر ، قال : فقلت له : فما يمنعك أن تبيع الوَهْط؟
قال : فقال لي : لعنة اللَّه على فلان - يعني معاوية - وعليك ، قال : فقلت : لا ، بل عليك لعنة اللَّه ، قال : فزادني من اللعن ولم يكن عنده من حشمه أحدُ فألقى منهم شرّاً ، قال : فخرجت وهو لا يعرفني .
و الوهط : حائط لعبداللَّه بن عمرو بالطائف ، قال : وكان معاوية قد ساوم به عبداللَّه بن عمرو ، وأعطاه به مالاً كثيراً ، فأبى أن يبيعه بشي‏ء .
قال : وأقبل الحسين مغذّاً لا يلوي على شي‏ء حتّى نزل ذات عرق .

قال أبو مخنف : حدّثني الحارث بن كعب الوالبي ، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، قال : لمّا خرجنا من مكّة كتب عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن عليّ مع ابنيه : عون ومحمّد :
أمّا بعد؛ فإنّي أسالك باللَّه لمّا انصرفت حين تنظر في كتابي ، فإنّي مشفق عليك من الوجه الذي توجّه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ، إن هلكتَ اليوم


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
66

ما قطع من الأرض ، قال : فمن فارقه منهم حوسب فأوفى حقّه ، ومن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه .

قال أبو مخنف ، عن أبي جناب ، عن عديّ بن حرملة ، عن عبداللَّه بن سليم والمذرى ، قالا : أقبلنا حتّى انتهينا إلى الصفاح ، فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر ، فواقف حسيناً ، فقال له : أعطاك اللَّه سؤلك وأملك فيما تحبّ ، فقال له الحسين : بيّن لنا نبأ الناس خلفك ، فقال له الفرزدق : من الخبير سألت ، قلوب الناس معك ، وسيوفهم مع بني اُميّة ، والقضاء ينزل من السماء ، واللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ .

فقال له الحسين : صدقتَ ، للَّه الأمر ، واللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ، وكُلَّ يَوْمٍ ربنا فِي شَأْنٍ ، إن نزل القضاء بما نحبّ فنحمد اللَّه على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء ، فلم يَعتدِ مَن كان الحقّ نيّتَهُ ، والتقوى سريرتَهُ ، ثمّ حرّك الحسين راحلته فقال : السلام عليك ، ثمّ افترقا .
قال هشام ، عن عوانة بن الحكم ، عن لَبَطَة بن الفرزدق بن غالب ، عن أبيه ، قال : حججت باُمّي ، فأنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم في أيّام الحجّ ، وذلك في سنة ستّين ، إذ لقيت الحسينَ بن عليّ خارجاً من مكّة معه أسيافه وتِراسُهُ ، فقلت : لمن هذا القطار؟ فقيل : للحسين بن عليّ ، فأتيته فقلت : بأبي واُمّي يا بن رسول اللَّه! ما اُعجلك عن الحجّ؟

فقال : لو لم أعجل لاُخذتُ ، قال : ثمّ سألني : ممّن أنت؟ فقلت له : امرؤ من العراق ، قال : فو اللَّه ، ما فتّشني عن أكثر من ذلك ، واكتفى بها منّي ، فقال : أخبرني عن الناس خلفك؟ قال : فقلت له : القلوب معك ، والسيوفُ مع بني اُميّة ، والقضاء بيد اللَّه .
قال : فقال لي : صدقت .
قال : فسألته عن أشياء ، فأخبرني بها من نذور ومناسك ، قال : وإذا هو ثقيل اللسان من‏۱ برسام أصابه بالعراق .

1.۵ / ۳۸۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6197
صفحه از 512
پرینت  ارسال به