التهمة ، غير ألّا تقتل إلّا من قاتلك ، واكتب إليَّ في كلّ ما يحدث من الخبر ، والسلام عليك ورحمة اللَّه .
قال أبو مخنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن عون بن أبي جحيفة ، قال : كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجّة ، سنّة ستّين - ويقال : يوم الأربعاء لسبع مضين سنة ستّين من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من مكّة مقبلاً إلى الكوفة بيوم - قال : وكان مخرج الحسين من المدينة إلى مكّة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنّة ستّين ، ودخل مكّة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان ، فأقام بمكّة شعبان وشهر رمضان وشوالاً وذا القعدة ، ثمّ خرج منها لثمان مضين من ذي الحجّة ، يوم الثلاثاء ، يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل .
و ذكر هارون بن مسلم ، عن عليّ بن صالح ، عن عيسى بن يزيد ، أنّ المختار بن أبي عبيد وعبداللَّه بن الحارث بن نوفل كانا خرجا مع مسلم ، خرج المختار براية خضراء ، وخرج عبداللَّه براية حمراء ، وعليه ثياب حمر ، وجاء المختار برايته فركزها على باب عمرو بن حريث ، وقال : إنّما خرجت لأمنع عمراً ، وأنّ ابن الأشعث والقعقاع بن شور وشبث بن ربعي قاتلوا مسلماً وأصحابه عشيّة سار مسلم إلى قصر ابن زياد قتالاً شديداً ، وأنّ شبثاً جعل يقول : انتظروا بهم الليل يتفرّقوا ، فقال له القعقاع : إنّك قد سددت على الناس وجه مصيرهم ، فأفرج لهم ينسربوا ، وأنّ عبيد اللَّه أمر أن يطلب المختار وعبداللَّه بن الحارث ، وجعل فيهما جعلاً ، فاُتي بهما فحبسا .
۱ذكر مسير الحسين إلى الكوفة
وفي هذه السنة كان خروج الحسين عليه السلام من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة .
ذكر الخبر عن مسيره إليها وما كان من أمره في مسيره ذلك :
قال هشام عن أبي مخنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن عمر بن عبد الرحمن بن