57
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

المسلمين ولغاً ، فيقتل النفس التي حرّم اللَّه قتلها ، ويقتل النفس بغير النفس ، ويسفك الدم الحرام ، ويقتل على الغضب والعداوة وسوء الظن ، وهو يلهو ويلعب كأن لم يصنع شيئاً .

فقال له ابن زياد : يا فاسق ، إنّ نفسك تمنّيك ما حال اللَّه دونه ، ولم يرك أهله .
قال : فمن أهله يا بن زياد؟ قال : أمير المؤمنين يزيد .
فقال : الحمد للَّه على كلّ حال ، رضينا باللَّه حكماً بيننا وبينكم ، قال : كأنّك تظنّ أنّ لكم في الأمر شيئاً؟ قال : واللَّه ، ما هو بالظنّ ، ولكنّه اليقين .
قال : قتلني اللَّه إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام!
قال : أما انّك أحقّ من أحدث في الإسلام ما لم يكن فيه ، أما إنّك لا تدع سوء القتلة ، وقبح المثلة ، وخبث السيرة ، ولؤم الغلبة ، ولا أحد من الناس أحقّ بها منك .
و أقبل ابن سميّة يشتمه ويشتم حسيناً وعليّاً وعقيلاً ، وأخذ مسلم لا يكلّمه .

و زعم أهل العلم أنّ عبيد اللَّه أمر له بماء فسقي بخزفة ، ثمّ قال له : إنّه لم يمنعنا أن نسقيك فيها إلّا كراهة أن تحرَّم بالشرب فيها ، ۱ثمّ نقتلك ، ولذلك سقيناك في هذا .

ثمّ قال : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ، ثمّ أتبعوا جسده رأسه .
فقال : يا بن الأشعث ، أما واللَّه ، لولا أنّك آمنتني ما استسلمت ، قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمّتك ، ثمّ قال : يا بن زياد ، أما واللَّه ، لو كانت بيني وبينك قرابة ما قتلتني!

ثمّ قال ابن زياد :
أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف وعاتقه؟ فدعي .

فقال : اصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه ، فصعد به وهو يكبّر ويستغفر ويصلّي

1.۵ / ۳۷۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
56

حاجتي ، وهو سرّ ، فأبى أن يمكّنه من ذكرها ، فقال له عبيد اللَّه :
لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمّك ، فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابنُ زياد .

فقال له : إنّ عليَّ بالكوفة ديناً استدنته منذ قدمت الكوفة ، سبعمئة درهم ، فاقضها عنّي ، وانظر جثّتي فاستوهبها من ابن زياد ، فوارها ، وابعث إلى حسين من يردّه ، فإنّي قد كتبت إليه اُعلمه أنّ الناس معه ، ولا ۱أراه إلّا مقبلاً .

فقال عمر لابن زياد : أ تدري ما قال لي؟ أنّه ذكر كذا وكذا .
قال له ابن زياد : إنّه لا يخونك الأمين ، ولكن قد يؤتمن الخائن ، أمّا مالك فهو لك ، ولسنا نمنعك أن تصنع فيه ما أحببت ، وأمّا حسين فإنّه إن لم يُردنا لم نَرده ، وإن أرادنا لم نَكُفَّ عنه ، و أمّا جثّته فإنّا لن نشفّعك فيها ، إنّه ليس بأهل منّا لذلك ، قد جاهدنا وخالفنا ، وجهد على هلاكنا .

و زعموا أنّه قال : أمّا جثّته فإنّا لا نبالي إذ قتلناه ما صُنع بها .
ثمّ إنّ ابن زياد قال : إيه يا بن عقيل! أتيتَ الناس وأمرهم جميع ، وكلمتهم واحدة ، لتشتّتهم ، وتفرّق كلمتهم ، وتحمل بعضهم على بعض؟!
قال : كلّا ، لست أتيت ، ولكن أهل المصر زعموا أنّ أباكَ قتل خيارهم ، وسَفَكَ دماءهم ، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلى حكم الكتاب .

قال : وما أنت وذاك يا فاسق! أو لم نكن نعمل بذاك فيهم إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر!

قال : أنا أشرب الخمر؟! واللَّه ، إنّ اللَّه ليعلم أنّك غير صادق ، وأنّك قلت بغير علم ، وأنّي لستُ كما ذكرت ، وإنّ أحقّ بشرب الخمر منّي وأولى بها من يلغ في دماء

1.۵ / ۳۷۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6026
صفحه از 512
پرینت  ارسال به