55
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال أبو مخنف : فحدّثني قدامة بن سعد ، أنّ مسلم بن عقيل حين ۱انتهى إلى باب القصر فإذا قلّة باردة موضوعة على الباب ، فقال ابن عقيل :
اسقوني من هذا الماء ، فقال له مسلم بن عمرو : أَ تَراها ما أبردها! لا واللَّه ، لا تذوق منها قطرة أبداً حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم!
قال له ابن عقيل : ويحك! مَن أنت؟ قال : أنا ابن من عرف الحقّ إذ أنكرته ، ونَصَحَ لإمامِهِ إذ غششتَه ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفت ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي .
فقال ابن عقيل : لاُمّك الثكل! ما أجفاكَ ، وما أفظّكَ ، وأقسى قلبَكَ وأغلَظَكَ! أنت يا بن باهله أولى بالحميم والخلود في نار جهنّم منّي ، ثمّ جلس متسانداً إلى حائط .

قال أبو مخنف : فحدّثني قدامة بن سعد أنّ عمرو بن حريث بعث غلاماً يدعى : سليمان ، فجاءه بماء في قلّة فسقاه .
قال أبو مخنف : وحدّثني سعيد بن مدرك بن عمارة ، أنّ عمارة بن عقبة بعث غلاماً له يدعى : قيساً ، فجاءه بقلّة عليها منديل ومعه قدح ، فصبّ فيه ماء ، ثمّ سقاه ، فأخذ كلّما شرب امتلأ القدح دماً ، فلمّا ملأ القدح المرّة الثالثة ذهب ليشرب فسقطت ثنيتاه فيه ، فقال : الحمد للَّه! لو كان لي من الرزق المقسوم شربته .
و اُدخِلَ مسلم على ابن زياد فلم يسلّم عليه بالإمرة ، فقال له الحرسي : ألا تسلّم على الأمير؟!

فقال له : إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه؟ وإن كان لا يريد قتلي فلعمري ليكثرنّ سلامي عليه .
فقال له ابن زياد : لعمري لتقتلنّ ، قال : كَذلِكَ؟ قال : نعم ، قال :

فدعني اُوصِ إلى بعض قومي ، فنظر إلى جلساء عبيد اللَّه وفيهم عمر بن سعد ، فقال : يا عمر ، إنّ بيني وبينك‏قرابة ، ولي إليك حاجة ، وقد يجب لي عليك نجح

1.۵ / ۳۷۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
54

فقال ابن الأشعث : واللَّه ، لأفعلنّ ، ولاُعلمنّ ابن زياد أنّي قد آمنتك .
قال أبو مخنف : فحدّثني جعفر بن حذيفة الطائي وقد عرف سعيد بن شيبان الحديث - قال : دعا محمّد بن الأشعث أياس بن العثل الطائي من بني مالك بن عمرو بن ثمامة وكان شاعراً ، وكان لمحمّد زوّاراً فقال له : القِ حسيناً فأبلغه هذا الكتاب ، وكتب فيه الذي أمره ابن عقيل ، وقال له : هذا زادك وجهازك ، ومتعة لعيالك ، فقال : من أين لي براحلة ، فإنّ راحلتي قد أَنضَيتُها؟ قال : هذه راحلة فاركبها برحلها ، ثمّ خرج فاستقبله بزبالة لأربع ليال ، فأخبره الخبر ، وبلّغه الرسالة ، فقال له حسين : كلّ ما حُمَّ نازل ، وعند اللَّه نحتسب أنفسنا وفساد اُمّتنا .

و قد كان مسلم بن عقيل حيث تحوّل إلى دار هانئ بن عروة وبايعه ثمانية عشر ألفاً ، قدّم كتاباً إلى حسين مع عابس بن أبي شبيب الشاكري :
أمّا بعد؛ فإنّ الرائد لا يَكذِبُ أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي ، فإنّ الناسَ كُلَّهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى ، والسلام .
و أقبل محمّد بن الأشعث بابن عقيل إلى باب القصر ، فاستأذن فأذن له ، فاُخبر عبيد اللَّه خبرَ ابن عقيل وضرب بكير إيّاه ، فقال : بعداً له! فأخبره محمّد بن الأشعث بما كان منه وما كان من أمانه إيّاه .

فقال عبيد اللَّه : ما أنتَ والأمان؟! كأنّا أرسلناك تؤمنه؟! إنّما أرسلناك لتأتينا به ، فسكت .
و انتهى ابن عقيل إلى باب القصر وهو عطشان ، وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن ، منهم : عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن حريث ، ومسلم بن عمرو ، وكثير بن شهاب .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6040
صفحه از 512
پرینت  ارسال به