485
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الفصل السابع : دور المرأة في واقعة كربلاء۱

إنّ تواجد النساء و دورهن في واقعة كربلاء جديران بالدراسة و التحليل ، و ذلك لأنّ عاشوراء تمثّل تجسيداً للتعاليم الإسلامية في أصعب الظروف ، و من خلاله يمكن أن ندرك قدرة المرأة ، ودورها و أبعادها الوجودية .
لقد حظي موضوع النساء و عاشوراء في النصف الثاني من القرن الأخير ، باهتمام المفكّرين الشيعة ، منذ أن طرحت «المرأة» في العالم الحديث و اُولي الاهتمام بحقوقها و دورها . و قد عمد هؤلاء المفكّرون إلى التعريف بالشخصيّات النسوية الدينية البارزة و إحياء ذكراهنّ؛ كي يحولوا - من خلال تسليط الضوء على النموذج الديني - دون انجذاب النساء المسلمات إلى الثقافة الغربية المبتذلة .

و لعلّ بالإمكان القول : إنّ الشهيد مرتضى المطهّري ، هو أوّل مفكّر شيعي تناول بشكل جادٍّ دور المرأة في واقعة كربلاء ، فهو يعتبر في كتابه الملحمة الحسينية نهضةَ عاشوراء نهضةً رجالية - نسائية؛ حيث يقول في هذا المجال :

تاريخ كربلاء : هو تاريخ و وقعة رجالية - نسوية وهي حادثة شارك فيها كلّ من الرجل و المرأة؛ الرجل في نطاقه و المرأة في نطاقها . و هذه هي معجزة الإسلام ، شاء العالم المعاصر أم أبى؛ ولكنّ المستقبل سيذعن لذلك . لقد انطلق أبو عبداللَّه عليه السلام

1.كتب هذا الفصل بالتعاون مع الاُستاذ الفاضل الكريم سماحة الشيخ مهدي المهريزي .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
484

معهنّ أحداً يؤديهنّ ، فرقّ له وقال : لا يؤديهنّ غيرك .

ثمّ أمره أن يصعد المنبر فيخطب فيعذر إلى الناس ممّا كان من أبيه فصعد المنبر ، فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال :
أيّها الناس ، مَن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اُعرّفه بنفسي ، أنا عليّ بن الحسين ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن الداعي إلى اللَّه بإذنه ، أنا ابن السراج المنير . وهي خطبة طويلة كرهت الإكثار بذكرها ، وذكر نظائرها .

۱ثمّ أمره يزيد ، بالشخوص إلى المدينة مع النسوة من أهله وسائر بني عمّه ، فانصرف بهم .

و قال سليمان بن قتّة يرثي الحسين :

مَررتُ على أبياتِ آل محمّدٍفَلَم أَرَها أمثالها يوم حلّتِ‏
ألم ترَ أنَّ الشمسَ أضحت مريضةلفقدِ حُسينٍ والبلاد اقشعرّت‏
و كانوا رجاء ثمّ صاروا رزيّةلقد عظمت تلك الرزايا وجلّت‏
أ تسألنا قيس فنعطي فقيرهاو تقتلنا قيس إذا النعل زلّت‏
وَ عِندَ غَنيٍّ قَطرةٌ مِن دِمائناسَنَطلبها يوماً بها حيث حلّت‏
فَلا يبعد اللَّه الديار وأهلهاو إن أصبحت منهم برغمي تخلّت‏
فإنّ قتيل الطّف من آل هاشم‏أذلّ رقابَ المسلمين فذلّت‏
قال أبو الفرج :

و قد رثى الحسين بن عليّ (صلوات اللَّه عليه) جماعة من متأخّري الشعراء ، أستغني عن ذكرهم في هذا الموضع؛ كراهية الإطالة .
و أمّا من تقدّم فما وقع إلينا شي‏ء رثي به ، وكانت الشعراء لا تقدم على ذلك مخافة من بني اُميّة ، وخشية منهم .
وهذا آخر ما أخبرنا به من مقتله صلوات اللَّه عليه ورضوانه وسلامه .

1.۱۲۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5720
صفحه از 512
پرینت  ارسال به