قال المدائني . فحدّثني مخلد بن حمزة بن بيض ، وحباب بن موسى ، عن حمزة بن بيض ، قال : حدّثني هانئ بن ثبيت القايضي زمن خالد ، قال : قال : كنت ممّن شهد الحسين ، فإنّي لواقف على خيول ، إذ خرج غلام من آل الحسين مذعوراً يلتفت يميناً وشمالاً ، فأقبل رجل منّا يركض حتّى دنا منه ، فمال عن فرسه ، فضربه فقتله .
قال : وحمل شمر (لعنه اللَّه) على عسكر الحسين ، فجاء إلى فسطاطه لينهبه ، فقال له الحسين : ويلكم ، إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في الدنيا ، فرحلي لكم عن ساعة مباح ، قال : فاستحيا ورجع .
قال : وجعل الحسين يقاتل بنفسه ، وقد قتل ولده وإخوته وبنو أخيه وبنو عمّه ، فلم يبقَ منهم أحد ، وحمل عليه ذرعة بن شريك (لعنه اللَّه) ، فضرب كتفه اليسرى بالسيف فسقطت (صلوات اللَّه عليه) . وقتله أبو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفي ، والقثعم ، وصالح بن وهب اليزني ، وخوليّ بن يزيد ، كلّ قد ضربه وشرك فيه . ونزل سنان بن أنس النخعي فاحتزّ رأسه .
ويقال : إنّ الذي أجهز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه اللَّه .
وحمل خوليّ بن يزيد رأسه إلى عبيد اللَّه بن زياد .
وأمر ابن زياد (لعنه اللَّه ، وغضب عليه) أن يوطأ صدر الحسين ، وظهره۱ وجنبه ووجهه! فاُجريت الخيل عليه .
وحمل أهله أسرى ، وفيهم : عمر ، وزيد ، والحسن بنو الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وكان الحسن بن الحسن بن عليّ قد ارتثّ جريحاً فحمل معهم ، وعليّ بن الحسين الذي اُمّه اُمّ ولد ، وزينب العقيلة ، واُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب ، وسكينة بنت الحسين ، لما اُدخلوا على يزيد (لعنه اللَّه) أقبل قاتل الحسين بن عليّ يقول .
أَوقِر رِكابي فضّة أو ذَهباًفَقد قَتَلتُ الملكَ المُحجّبا
قَتلتُ خيرَ الناسِ اُمّا وأباو خيرهم إذ ينسبونَ نسبا