483
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ووضع الرأس بين يدي يزيد (لعنه اللَّه) في طست ، فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول :

نفلّق هاماً مِن رجالٍ أعزّةعَلينا وهُم كانوا أَعقَّ وأَظلَما
وقد قيل : إنّ ابن زياد (لعنه اللَّه) فعل ذلك .
وقيل : إنّه تمثل أيضاً والرأس بين يديه بقول عبداللَّه بن الزّبعري :

لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدواجَزَعَ الخزرجِ مِن وَقعِ الأسلّ‏
قَد قَتلنا القَرمَ مِن أشياخِهِم‏و عَدَلناه بِبدرٍ فاعتدَل‏
ثمّ دعا يزيد (لعنه اللَّه) بعليّ بن الحسين فقال : ما اسمك؟ فقال : عليّ بن الحسين ، قال : أولم يقتل اللَّه عليّ بن الحسين ، قال : قد كان لي أخ ۱أكبر منّي يسمّى عليّاً ، فقتلتموه .

قال : بل اللَّه قتله ، قال عليّ : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» .
قال له يزيد : «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ» .
فقال عليّ : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى‏ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» .
قال : فوثب رجل من أهل الشام فقال : دعني أقتله ، فألقت زينب نفسها عليه .

فقام رجل آخر فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه أتّخذها أمة .
قال : فقالت له زينب : لا ولا كرامة ، ليس لك ذلك ، ولا له إلّا أن يخرج من دين اللَّه .

فصاح به يزيد : اجلس . فجلس ، وأقبلت زينب عليه ، وقالت : يا يزيد حسبك من دمائنا .
و قال عليّ بن الحسين : إن كان لك بهؤلاء النسوة رحم ، وأردت قتلي فابعث

1.۱۲۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
482

قال المدائني . فحدّثني مخلد بن حمزة بن بيض ، وحباب بن موسى ، عن حمزة بن بيض ، قال : حدّثني هانئ بن ثبيت القايضي زمن خالد ، قال : قال : كنت ممّن شهد الحسين ، فإنّي لواقف على خيول ، إذ خرج غلام من آل الحسين مذعوراً يلتفت يميناً وشمالاً ، فأقبل رجل منّا يركض حتّى دنا منه ، فمال عن فرسه ، فضربه فقتله .

قال : وحمل شمر (لعنه اللَّه) على عسكر الحسين ، فجاء إلى فسطاطه لينهبه ، فقال له الحسين : ويلكم ، إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في الدنيا ، فرحلي لكم عن ساعة مباح ، قال : فاستحيا ورجع .

قال : وجعل الحسين يقاتل بنفسه ، وقد قتل ولده وإخوته وبنو أخيه وبنو عمّه ، فلم يبقَ منهم أحد ، وحمل عليه ذرعة بن شريك (لعنه اللَّه) ، فضرب كتفه اليسرى بالسيف فسقطت (صلوات اللَّه عليه) . وقتله أبو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفي ، والقثعم ، وصالح بن وهب اليزني ، وخوليّ بن يزيد ، كلّ قد ضربه وشرك فيه . ونزل سنان بن أنس النخعي فاحتزّ رأسه .

ويقال : إنّ الذي أجهز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه اللَّه .
وحمل خوليّ بن يزيد رأسه إلى عبيد اللَّه بن زياد .

وأمر ابن زياد (لعنه اللَّه ، وغضب عليه) أن يوطأ صدر الحسين ، وظهره۱ وجنبه ووجهه! فاُجريت الخيل عليه .
وحمل أهله أسرى ، وفيهم : عمر ، وزيد ، والحسن بنو الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وكان الحسن بن الحسن بن عليّ قد ارتثّ جريحاً فحمل معهم ، وعليّ بن الحسين الذي اُمّه اُمّ ولد ، وزينب العقيلة ، واُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب ، وسكينة بنت الحسين ، لما اُدخلوا على يزيد (لعنه اللَّه) أقبل قاتل الحسين بن عليّ يقول .

أَوقِر رِكابي فضّة أو ذَهباًفَقد قَتَلتُ الملكَ المُحجّبا
قَتلتُ خيرَ الناسِ اُمّا وأباو خيرهم إذ ينسبونَ نسبا

1.‏۱۱۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5908
صفحه از 512
پرینت  ارسال به