479
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

عن يحيى بن الحسن العلوي ، عن بكر بن عبد الوهاب ، عن إسماعيل بن أبي إدريس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين : إنّ أوّل قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين ابنه عليّ ، قال : فأخذ يشدّ على الناس وهو يقول :

أَنا عليُّ بن الحسينِ بن عليّ‏نَحنُ وبيتِ اللَّهِ أولى بالنبيِ‏
مِن شبث ذاكَ ومن شمر الدَنِي‏أَضربُكُم بالسيفِ حتّى يَلتوي‏
ضَربَ غُلامٍ هاشِميّ علويّ‏و لا أَزال اليومَ أحمي عَن أبي‏
و اللَّهِ لا يحكم فينا ابنُ الدَعي‏

ففعل ذلك مراراً ، فنظر إليه مرّة بن منقذ العبدي فقال : عَليَّ إثم العرب إن هو فعل مثل ما أراه يفعل ، ومرّ بي أن أثكله اُمّه ، فمرّ يشدّ على الناس ويقول كما كان يقول ، فاعترضه مرّة و طعنه بالرمح فصرعه ، واعتوره الناس فقطّعوه بأسيافهم .

و قال أبو مخنف : عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : سماع اُذني يومئذ الحسين وهو يقول : قتل اللَّه قوماً قتلوك يا بنيّ ، ما أجرأهم على اللَّه ، وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى اللّه عليه و آله ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفاء .

قال حميد : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادي : يا حبيباه! يا ابن أخاه! فسألت عنها ، فقالوا : هذه زينب بنت عليّ بن أبي طالب ، ثمّ جاءت حتّى انكَبّت عليه ، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه ذلك ، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسطاطه .

حدّثني أحمد بن سعيد ، قال : حدّثني يحيى بن الحسن العلوي ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن محمّد بن عمير ، عن أحمد بن عبد الرحمن البصري ، عن ۱عبد الرحمن بن مهدي ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سعيد بن ثابت ، قال : لمّا برز عليّ بن الحسين

1.۱۱۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
478

الرقّة والجزع ، فشقّت ثوبها ، ولطمت وجهها ، وخرجت حاسرة تنادي : واثكلاه! واحزناه! ليت الموت أعدمني الحياة ، يا حسيناه! يا سيّداه! يا بقيّة أهل بيتاه! استقلت ويئست من الحياة!! اليوم مات جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، واُمّي فاطمة الزهراء ، وأبي عليّ ، ۱وأخي الحسن! يا بقيّة الماضين ، وثمال الباقين .

فقال لها الحسين : يا اُختي ، لو ترك القطا لنام .
قالت : فإنّما تغتصب نفسك اغتصاباً! فذاك أطول لحزني وأشجى لقلبي ، وخرّت مغشيّاً عليها ، فلم يزل يناشدها ، واحتملها حتّى أدخلها الخباء .

رجع الحديث إلى مقتله صلوات اللَّه عليه :

قال : فوجّه إلى عمر بن سعد (لعنه اللَّه) فقال : ما ذا تريدون منّي؟ إنّي مخيّركم ثلاثاً : بين أن تتركوني ألحق بيزيد ، أو أرجع من حيث جئت ، أو أمضي إلى بعض ثغور المسلمين فاُقيم فيها .
ففرح ابن سعد بذلك ، وظنّ أنّ ابن زياد (لعنه اللَّه) يقبله منه ، فوجّه إليه رسولاً يعلمه ذلك ، ويقول : لو سألك هذا بعض الديلم ولم تقبله ظلمته .
فوجّه إليه ابن زياد : طمعت يا ابن سعد في الراحة ، وركنت إلى دعة ، ناجز الرجل وقاتله ، ولا ترضَ منه إلّا أن ينزل على حكمي .

فقال الحسين : معاذ اللَّه ، أن أنزل على حكم ابن مرجانة أبداً ، فوجّه ابن زياد شمر بن ذي الجوشن الضّبابي (أخزاه اللَّه) إلى ابن سعد (لعنه اللَّه) يستحثّه لمناجزة الحسين .
فلمّا كان في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرّم سنة إحدى وستّين ، ناجزه ابن سعد (لعنه اللَّه) فجعل أصحاب الحسين يتقدّمون رجلاً رجلاً يقاتلون حتّى قتلوا .

وقال المدائني : عن العبّاس بن محمّد بن رزين ، عن عليّ بن طلحة ، وعن أبي مخنف ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن حميد بن مسلم؛ وقال عمر بن سعد البصري : عن أبي مخنف ، عن زهير بن عبداللَّه الخثعمي . ۲وحدّثنيه أحمد بن سعيد ،

1.۱۱۴

2.۱۱۵

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5838
صفحه از 512
پرینت  ارسال به