475
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فقال له ابن عبّاس : أمّا إذا كنت لابدّ فاعلاً فلا تخرج أحداً من ولدك ، ولا حرمك ولا نسائك ، فخليق أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل ابن عفّان . فأبى ذلك ولم يقبله .
قال : فذكر من حضره يوم قتل وهو يلتفت إلى حرمه وإخوته وهن يخرجن من أخبيتهنّ جزعاً لقتل من يقتل معه وما يرينه به ، ويقول : للَّه درّ ابن عبّاس فيما أشار عليَّ به .

قال : فلمّا أبى الحسين قبول رأي ابن عبّاس ، قال له : واللَّه ، لو أعلم أنّي إذا تشبّثت بك وقبضت على مجامع ثوبك ، وأدخلت يدي في شعرك حتّى يجتمع الناس عليَّ وعليك ، كان ذلك نافعي لفعلته ، ولكن أعلم أنّ اللَّه بالغ أمره ،۱ثمّ أرسل عينيه فبكى ، وودّع الحسين ، وانصرف .

و مضى الحسين لوجهه ، ولقي ابن عبّاس بعد خروجه عبداللَّه بن الزبير فقال له :

يا لَكِ مِن قُبّرَةٍ بمعمرخَلا لَكِ الجوُّ فَبيضي واصفري‏
و نَقّري ما شِئت أَن تُنقّري‏هذا الحُسَينُ خارجاً فاستبشري‏
فقال : قد خرج الحسين وخلت لك الحجاز .

قال أبو مخنف في حديثه خاصّة عن رجاله : إنّ عبيد اللَّه بن زياد وجّه الحرّ بن يزيد ليأخذ الطريق على الحسين ، فلمّا صار في بعض الطريق لقيه أعرابيّان من بني أسد ، فسألهما عن الخبر ، فقالا له : يا ابن رسول اللَّه ، إنّ قلوب الناس معك ، وسيوفهم عليك ، فارجع ، وأخبراه بقتل ابن عقيل وأصحابه .

فاسترجع الحسين ، فقال له بنو عقيل : لا نرجع واللَّه أبداً أو ندرك ثأرنا أو نقتل بأجمعنا ، فقال لمن كان لحق به من الأعراب : من كان منكم يريد الإنصراف عنّا فهو في حلّ من بيعتنا .

فانصرفوا عنه ، وبقي في أهل بيته ، ونفر من أصحابه .

1.۱۱۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
474

و قال المدائني : عن أبي مخنف عن يوسف بن يزيد ، قال : فقال عبداللَّه بن الزّبير الأسدي :

إذا كُنتِ لا تَدرينَ ما المَوتُ فانظُري‏إِلى هانئ في السُوقِ وابنِ عقيلِ‏
إلى بَطَلٍ قَد هَشَّمَ السَيفُ وَجهَهُ‏وَ آخرَ يَهوي مِن طِمارٍ قَتيلِ‏
تَرى جَسَداً قَد غَيَّرَ المَوتُ لَونَهُ‏و نَضح دم قد سال كلَّ مسيلِ‏
أَصابَهما أمرُ الأميرِ فأصبَحاأَحاديثَ مَن يَسعى بِكُلِّ سَبيلِ‏
۱
أَيَركَب أَسماء الهَماليج آمِناًوَ قَد طَلبته مذحجٌ بِذحولِ‏
تطيف حواليه مرادٌ وكُلُّهم‏على رَقبةٍ من سائل ومَسولِ‏
فإِن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بِأَخيكُمُ‏فَكُونوا بغايا اُرضِيَت بِقَليلِ‏
قالوا : وكان مسلم قد كتب إلى الحسين بأخذ البيعة له ، واجتماع الناس عليه ، وانتظارهم إيّاه ، فأزمع الشخوص إلى الكوفة ، ولقيه عبداللَّه بن الزبير في تلك الأيّام ولم يكن شي‏ء أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز ، ولا اُحبّ إليه من خروجه إلى العراق طمعاً في الوثوب بالحجاز ، وعلماً بأنّ ذلك لا يتمّ له إلّا بعد خروج الحسين ، فقال له : على أيّ شي‏ء عزمت يا أبا عبداللَّه؟

فأخبره برأيه في إتيان الكوفة ، وأعلمه بما كتب به مسلم بن عقيل إليه .
فقال له ابن الزبير : فما يحبسك؟! فو اللَّه ، لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلوّمت في شي‏ء ، وقوّى عزمه ، ثمّ انصرف .
و جاءه به عبداللَّه بن عبّاس وقد أجمع رأيه على الخروج ، وحقّقه ، فجعل يناشده في المقام ، ويعظّم عليه القول في ذمّ أهل الكوفة ، وقال له : إنّك تأتي قوماً قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك ، وما أراهم إلّا خاذليك!

فقال له : هذه كتبهم معي ، وهذا كتاب مسلم باجتماعهم .

1.۱۱۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6006
صفحه از 512
پرینت  ارسال به