473
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

نجح حاجتي ، وهي سرّ ، فأبى أن يمكّنه من ذكرها .

فقال له عبيد اللَّه بن زياد : لا تمتنع من أن تنظر في حاجة ابن عمّك ، فقام معه وجلس حيث ينظر إليهما ابن زياد (لعنه اللَّه) .
فقال له ابن عقيل : إنّ عليَّ بالكوفة ديناً استدنته مذ قدمتها تقضيه عنّي حتّى يأتيك من غلّتي بالمدينة ، وجثّتي فاطلبها من ابن زياد فوارها ، وابعث إلى الحسين مَن يردّه .

فقال عمر لابن زياد : أتدري ما قال؟ قال : اكتم ما قال لك ، قال : أتدري ما قال لي؟ قال : هات ، فإنّه لا يخون الأمين ، ولا يؤتمن الخائن . قال : كذا وكذا .
قال : أمّا مالك فهو لك ، ولسنا نمنعك منه فاصنع فيه ما أحببت ، وأمّا حسين فإنّه إن لم يردنا لم نرده ، وإن أرادنا لم نكفّ عنه ، وأمّا جثّته فإنّا لا نشفّعك فيها ، فإنّه ليس لذلك منّا بأهل ، وقد خالفنا وحرص على هلاكنا .

۱ثمّ قال ابن زياد لمسلم : قتلني اللَّه إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام!
قال : أما إنّك أحقّ من أحدث في الإسلام ما ليس فيه ، أما أنّك لم تدع سوء القتلة ، وقبح المثلة وخبث السيرة ، ولؤم الغيلة لمن هو أحقّ به منك!!
ثمّ قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه .

ثمّ قال : ادعوا الذي ضربه ابن عقيل على رأسه وعاتقه بالسيف ، فجاءه ، فقال : اصعد وكن أنت الذي تضرب عنقه ، وهو بكير بن حمران الأحمري (لعنه اللَّه) ، فصعدوا به وهو يستغفر اللَّه ويصلّي على النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، وعلى أنبيائه ورسله وملائكته ، وهو يقول : الّلهمّ احكم بيننا وبين قوم غرّونا ، وكادونا وخذلونا .
ثمّ أشرفوا به على موضع الحذّائين فضرب عنقه ، ثمّ أتبع رأسه جسده صلّى اللَّه عليه ورحمه .

1.۱۰۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
472

القصر رأى قلّة مبرّدة موضوعة على الباب ، فقال : اسقوني من هذا الماء . فقال له مسلم بن عمر وأبو قتيبة بن مسلم الباهلي : أتراها ما أبردها؟ فو اللَّه ، لا تذوق منها قطرة واحدة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم!

فقال له مسلم بن عقيل : ويلك! ولاُمّك الثكل ، ما أجفاك ۱وأفظّك! وأقسى قلبك! أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم ، والخلود في نار جهنّم ، ثمّ جلس وتساند إلى الحائط .
قال أبو مخنف : فحدّثني أبو قدامة بن سعد : أنّ عمرو بن حريث بعث غلاماً له يدعى سليماً ، فأتاه بماء في قلّة فسقاه .

قال : وحدّثني مدرك بن عمارة : أنّ عمارة بن عقبة بعث غلاماً يدعى نسيماً ، فأتاه بماء في قلّة عليها منديل وقدح معه ، فصب فيه الماء ، ثمّ سقاه ، فأخذ كلّما شرب امتلأ القدح دماً ، فأخذ لا يشرب من كثرة الدم ، فلمّا ملأ القدح ثانية ذهب يشرب ، فسقطت ثنيتاه في القدح ، فقال : الحمد للَّه ، لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته .

قال : ثمّ اُدخل على عبيد اللَّه بن زياد (لعنه اللَّه) فلم يسلّم عليه ، فقال له الحرس : ألا تسلّم على الأمير؟
فقال : إن كان الأمير يريد قتلي فما سلامي عليه؟! وإن كان لا يريد قتلي فليكثرنّ سلامي عليه .

فقال له عبيد اللَّه (لعنه اللَّه) : لتقتلنّ .
قال : أكذلك؟ قال : نعم . قال : دعني إذاً اُوصي إلى بعض القوم . قال : أوص إلى من أحببت .

فنظر ابن عقيل إلى القوم وهم جلساء ابن زياد ، وفيهم عمر بن سعد ، فقال : يا عمر ، إنّ بيني و بينك قرابة دون هؤلاء ، ولي إليك حاجة ، وقد يجب عليك لقرابتي

1.۱۰۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6068
صفحه از 512
پرینت  ارسال به