فحديث حدّثنيه الناس عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أنّ الإيمان قيّد الفتك ، فلا يفتك مؤمن .
فقال له شريك : أما واللَّه ، لو قتلته لقتلتَ فاسقاً فاجراً ، كافراً غادراً .
قال : فأقبل ذلك الرجل الذي وجّهه عبيد اللَّه بالمال يختلف إليهم ، فهو أوّل داخل وآخر خارج يسمع أخبارهم ، ويعلم أسرارهم ، وينطلق بها حتّى يقرّها في اُذن ابن زياد .
قال : فقال المدائني ، عن أبي مخنف ، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن عثمان بن أبي زرعة ، قال : فقال ابن زياد يوماً : ما يمنع هانئاً منّا؟ فلقيه ابن الأشعث ، وأسماء بن خارجة ، فقالا له : ما يمنعك من إتيان الأمير وقد ذكرك؟ قال : فأتاه فقال ابن زياد (لعنه اللَّه) شعراً :
اُريد حَياتَه ويُريدُ قَتليعَذيركَ مِن خَليلِكَ مِن مُرادِ
يا هانىء، أسلمت على ابن عقيل؟ قال: ما فعلت ، فدعا معقلاً فقال : أتعرف هذا؟ قال : نعم وأصدقك ما علمت به حتّى رأيته في داري ، وأنا أطلب إليه أن يتحوّل .
قال : لا تفارقني حتّى تأتيني به! فأغلظ له ، فضرب وجهه بالقضيب وحبسه .
و قال عمر بن سعد : عن أبي مخنف ، قال : حدّثني الحجّاج بن عليّ الهمداني ، قال : لمّا ضرب عبيد اللَّه هانئاً وحبسه، خشي أن يثب الناس به ، فخرج فصعد المنبر ومعه۱ اُناس من أشراف الناس وشرطه وحشمه ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال :
أيّها الناس ، اعتصموا بطاعة اللَّه وطاعة أئمّتكم ، ولا تفرّقوا فتختلفوا وتهلكوا وتذلّوا ، وتخافوا وتخرجوا ، فإنّ أخاك من صدقك ، وقد أعذر من أنذر .
فذهب لينزل ، فما نزل حتّى دخلت النظّارة المسجد من قبل التمّارين يشتدّون ، ويقولون : قد جاء ابن عقيل ، فدخل عبيد اللَّه القصر وأغلق بابه .
وقال أبو مخنف : فحدّثني يوسف بن يزيد ، عن عبداللَّه بن حازم ۲البكري ، قال : أنا واللَّه رسول ابن عقيل إلى القصر في أثر هانىء لأنظر ما صار إليه أمره ، فدخلت