465
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وقال عمرو عن أبي مخنف ، عن المعلّى بن كليب ، عن أبي الوداك ، قال : لمّا نزل ابن زياد القصر نودي في الناس : الصلاة جامعة ، فاجتمع إليه الناس ، فخرج إلينا فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال :
أمّا بعد؛ فإنّ أمير المؤمنين - أصلحه اللَّه - ولّاني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البرّ الشفيق ، وسيفي وسوطي على مَن ترك أمري ، وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه ، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد . ثمّ نزل .

وسمع مسلم بن عقيل بمجي‏ء عبيد اللَّه بن زياد ومقالته ، فأقبل حتّى أتى دار هانئ بن عروة المرادي ، فدخل في بابه ، فأرسل إليه أن اخرج إليَّ فقال : إنّي أتيتك لتجيرني وتضيّفني ، قال له : رحمك اللَّه! لقد كلّفتني شططاً ، لولا دخولك داري وثقتك بي لأحببت لشأنك أن تنصرف عنّي ، غير أنّي أخذني من ذلك ذمام ، ادخل ، فدخل داره ، فأقبلت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة .

وجاء شريك بن الأعور حتّى نزل على هانئ في داره ، وكان شيعيّاً ، ودعا ابن زياد مولى له يقال له : معقل ، فقال له : خذ هذه الثلاثة الآلاف الدرهم ، ثمّ التمس لنا مسلم بن عقيل ، واطلب شيعته ، وأعطهم الثلاثة الآلاف الدرهم ، وقل لهم : استعينوا بهذه على حرب عدوّكم ، و أعلمهم بأنّك منهم . ففعل ذلك ، وجاء حتّى لقي مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم ، وسمع الناس يقولون : هذا يبايع للحسين بن عليّ وكان يصلّي ، فلمّا قضى صلاته جلس ۱إليه فقال له : يا عبداللَّه ، إنّي امرؤ من أهل الشام مولى لذي الكلاع ، أنعم اللَّه عليَّ بحبّ أهل البيت وحبّ مَن أحبّهم ، وهذه ثلاثة آلاف درهم معي أردت بها لقاء رجل منهم بلغني أنّه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وكنت اُحبّ لقاءه لأعرف مكانه ، فسمعت نفراً من المسلمين يقولون : هذا رجل له علم بأمر أهل هذا البيت ، وإنّي أتيتك لتقبض منّي هذا المال ،

1.۱۰۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
464

مزاحم ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمر بن سعد ، عن أبي مخنف ۱لوط بن يحيى الأزدي؛ وحدّثني أيضاً أحمد بن محمّد بن شبيب المعروف بأبي بكر بن شيبة ، قال : حدّثنا أحمد بن الحرث الخزّاز ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد المدائني ، عن أبي مخنف ، عن عوانة ، وابن جعدية ، وغيرهم؛ وحدّثني أحمد بن الجعد ، قال : حدّثنا عليّ بن موسى الطوسي ، قال : حدّثنا أحمد بن جناب ، قال : حدّثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبداللَّه القشيري ، قال : حدّثنا عمّار الذهني ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ؛ كلّ واحد ممّن ذكرت يأتي بالشي‏ء يوافق فيه صاحبه ، أو يخالفه ، ويزيد عليه شيئاً أو ينقص منه ، وقد ثبت ذلك برواياتهم منسوباً إليهم . قال المدائني ، عن هرون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق ، قال :

لمّا بلغ أهل الكوفة نزول الحسين مكّة ، وأنّه لم يبايع ليزيد وفد إليه وفد منهم عليهم أبو عبداللَّه الجدلي ، وكتب إليه شبث بن ربعي ، وسليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجيّة ، ووجوه أهل الكوفة يدعونه إلى بيعته ، وخلع يزيد ، فقال لهم : أبعث معكم أخي وابن عمّي ، فإذا أخذ لي بيعتي ، وأتاني عنهم بمثل ما كتبوا به إليَّ قدمت عليهم .

ودعا مسلم بن عقيل فقال : اشخص إلى الكوفة ، فإن رأيت منهم اجتماعاً على ما كتبوا ، ورأيته أمراً ترى الخروج معه ، فاكتب إليَّ برأيك .

فقدم مسلم الكوفة ، وأتته الشيعة ، فأخذ بيعتهم للحسين .۲

قال عمر بن سعد: عن‏أبي مخنف، فحدّثني‏المصقعب بن زهير، عن أبي عثمان: أنّ ابن زياد أقبل من البصرة ومعه مسلم بن عمر الباهلي، والمنذر بن عمرو بن الجارود، وشريك بن الأعور ، وحشمه وأهله ، حتّى دخلوا الكوفة ، وعليه عمامة سوداء ، وهو متلثّم ، والناس ينتظرون قدوم الحسين عليهم ، فأخذ لا يمرّ على جماعة من الناس إلّا سلّموا عليه ، وقالوا : مرحباً بك يا ابن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، قدمت خير مقدم ، ورأى من الناس من تباشرهم بالحسين ما ساءه ، فأقبل‏ حتّى دخل القصر .

1.۹۹

2.۱۰۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6190
صفحه از 512
پرینت  ارسال به