447
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ثمّ أمر بالسبايا ورأس الحسين عليه السلام فحملوا إلى الشام ، فلقد حدّثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة : أنّهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجنّ على الحسين عليه السلام إلى الصباح .
وقالوا : فلمّا دخلنا دمشق اُدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشّفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة : ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء ، فمَن أنتم؟ فقالت سكينة بنت الحسين عليه السلام : نحن سبايا آل محمّد .
فاُقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا ، وفيهم عليّ بن الحسين عليهما السلام ، وهو يومئذ فتى شاب ، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام ، فقال لهم : الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة . فلم يأل عن شتمهم ، فلمّا انقضى كلامه قال له عليّ بن الحسين عليهما السلام : أَما قرأت كتاب اللَّه عزّ و جلّ؟ قال : نعم . قال : أما قرأت هذه الآية : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏»؟ قال : بلى . قال : فنحن اُولئك .
ثمّ قال : أَما قرأت : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ»؟ قال : بلى . قال : فنحن هم .
قال : فهل قرأت هذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»؟ قال : بلى . قال : فنحن هم .
فرفع الشامي يده إلى السماء ، ثمّ قال : الّلهمّ إنّي أتوب إليك - ثلاث مرّات - الّلهمّ إنّي أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد ، ومن قتلة أهل بيت محمّد ، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم .
ثمّ اُدخل نساء الحسين عليه السلام على يزيد بن معاوية ، فصحنَ نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله ، وولولن وأقمن المأتم ، ووضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه ، فقالت سكينة : واللَّه ، ما رأيت أقسى قلباً من يزيد ، وَلا رَأيت كافراً وَلا مشركاً شرّاً منه ۱ولا أجفى منه ، وأقبل يقول وينظر إلى الرأس :

ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدواجَزَعَ الخزرجِ مِن وقعِ الأسل‏

1.۲۲۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
446

فقلت : لا تسلبني . قال : أخاف أن يجي غيري فيأخذه . قالت : وانتهبوا ما في الأبنية حتّى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا .

۰.۲۴۲ / ۳ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه اللّه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري ، قال : أخبرنا محمّد بن زكريا ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد ، قال : حدّثني أبو نعيم ، قال : حدّثني حاجب عبيد اللَّه بن زياد ، أنّه لمّا جي‏ء برأس الحسين عليه السلام أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب ، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه ويقول : لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبداللَّه . فقال رجل من القوم : مَه ، فإنّي رأيت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يلثم حيث تضع قضيبك . فقال : يوم بيوم بدر .
ثمّ أمر بعليّ بن الحسين عليه السلام فغلّ ، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن ، وكنت معهم ، فما مررنا بزقاق إلّا وجدناه ملئ رجالاً ونساء ، يضربون وجوههم ويبكون ، فحبسوا في سجن وطبق عليهم .
ثمّ إنّ ابن زياد (لعنه اللَّه) دعا بعليّ بن الحسين عليهما السلام والنسوة ، وأحضر رأس الحسين عليه السلام ، وكانت زينب بنت عليّ عليه السلام فيهم ، فقال ابن زياد : الحمد للَّه الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أحاديثكم .
فقالت زينب :
الحمد للَّه الذي أكرمنا بمحمّد وطهّرنا تطهيراً ، إنّما يفضح اللَّه الفاسق ويكذب الفاجر .
قال : كيف رأيت صنع اللَّه بكم أهل البيت؟
قالت : كتب عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع اللَّه بينك وبينهم فتتحاكمون عنده . فغضب ابن زياد (لعنه اللَّه) عليها ، وهمّ بها ، فسكن منه عمرو بن حريث ، فقالت زينب : يا بن زياد ، حسبك ما ارتكبت منا ، فلقد قَتلتَ رجالَنا ، وقطعتَ أصلَنا ، وأبحتَ حريمَنا ، وسبيتَ نساءنا وذرارينا ، فإن كان ذلك للاشتفاء فقد ۱اشتفيت . فأمر ابن زياد بردّهم إلى السجن ، وبعث البشائر إلى النواحي بقتل الحسين عليه السلام .

1.۲۲۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6034
صفحه از 512
پرینت  ارسال به