445
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فقال له عبيد اللَّه بن زياد : ويحك! فإن علمت أنّه خيرَ الناس أباً واُمّاً ، لِمَ قتلته إذن؟! فأمر به فضربت عنقه ، وعجّل اللَّه بروحه إلى النار .
وأرسل ابن زياد (لعنه اللَّه) قاصداً إلى اُمّ كلثوم بنت الحسين عليه السلام فقال لها : الحمد للَّه الذي قتل رجالكم ، فكيف ترون ما فعل بكم؟ فقالت : يا بن زياد ، لئن قرّت عينك بقتل الحسين عليه السلام فطالما قرّت عين جدّه صلى اللّه عليه و آله به ، وكان يقبّله ، ويلثم شفتيه ، ويضعه على عاتقه . يا ابن زياد ، أعد لجدّه جواباً ، فإنّه خصمك غداً . وصلّى اللَّه على رسوله محمّد وآله .

۱المجلس الحادي والثلاثون : في بقية المقتل ، يوم الأحد ، وهو يوم عاشوراء ، لعشر خلون من المحرّم سنة ثمان وستّين وثلاثمئة

۰.۲۴۰ / ۱ - حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضى اللَّه عنه ، قال : حدّثنا أبي رحمه اللّه ، قال : حدّثنا سعد بن عبداللَّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبداللَّه محمّد بن خالد البرقي ، عن داود بن أبي يزيد ، عن أبي الجارود وابن بكير وبريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : اُصيب الحسين بن عليّ عليهما السلام ووجد به ثلاثمئة وبضعة وعشرون طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم ، فروي أنّها كانت كلّها في مقدّمه؛ لأنّه عليه السلام كان لا يولّي .

۰.۲۴۱ / ۲ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه اللّه ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن عبداللَّه بن الحسن المثنّى ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين عليه السلام ، قالت : دخلت الغاغة۲ علينا الفسطاط ، وأنا جارية صغيرة ، وفي ۳رجلي خلخالان من ذهب ، فجعل رجلاً يفضّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ، يا عدوّ اللَّه؟! فقال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول اللَّه!

1.۲۲۲

2.الغاغه : الكثير المختلط من الناس (اُنظر : العين : ج ۴ ص ۴۵۷ «غوغ») .

3.۲۲۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
444

وبرز من بعده القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام وهو يقول :

لا تَجزَعي نَفسي فكلّ فانِ‏اليومَ تلقين ذرى الجنانِ‏
فقتل منهم ثلاثة ، ثمّ رمي عن فرسه (رضوان اللَّه عليه وصلواته) .
ونظر الحسين عليه السلام يميناً وشمالاً ولا يرى أحداً ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقال : الّلهمّ إنّك ترى ما يصنع بولد نبيّك .
وحال بنو كلاب بينه وبين الماء ، ورمي بسهم فوقع في نحره ، وخرّ عن فرسه ، فأخذ السهم فرمى به ، وجعل يتلقّى الدم بكفّه ، فلمّا امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وهو يقول : ألقى اللَّه عزّ و جلّ وأنا مظلوم متلطّخ بدمي ، ثمّ خرّ على خدّه الأيسر صريعاً ، وأقبل عدو اللَّه سنان بن أنس الأيادي ، وشمر ابن ذي الجوشن العامري (لعنهما اللَّه) في رجال من أهل الشام حتّى وقفوا على رأس الحسين عليه السلام ، فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون؟ أريحوا الرجل .
فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه اللَّه) وأخذ بلحية الحسين عليه السلام وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول : واللَّه ، إنّي لأحتزّ رأسك ، وأنا أعلم أنّك ابن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وخير الناس أبا واُمّا .
وأقبل فرس الحسين عليه السلام حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين عليه السلام ، وجعل يركض ويصهل ، فسمع بنات النبيّ صلى اللّه عليه و آله صهيلَه ، فخرجن ، فإذا الفرس بلا راكب ، فعرفن أنّ حسيناً صلى اللَّه عليه قد قتل ، وخرجت اُمّ كلثوم بنت ۱الحسين عليه السلام واضعة يدها على رأسها ، تندب وتقول : وا محمّداه! هذا الحسين بالعراء ، قد سلب العمامة والرداء .
وأقبل سنان (لعنه اللَّه) حتّى أدخل رأس الحسين بن عليّ عليهما السلام على عبيد اللَّه بن زياد لعنه اللَّه وهو يقول :

املأ رِكابي فضّةً وذهباإِنّي قَتَلتُ الملك المُحَجّبا
قَتلتُ خيرَ الناسِ اُمّا وأباوخيرَهم إذ ينسبون نسبا

1.۲۲۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5826
صفحه از 512
پرینت  ارسال به