441
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فأنشُدكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ عليّاً كان أوّلهم إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، وأعظمهم حلماً ، وأنّه وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : فَبِمَ تستحلّون دمي ، وأبي الذائد عن الحوض غداً ، يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدّي يوم القيامة؟!
قالوا : قد علمنا ذلك كلّه ، ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشاً .
فأخذ الحسين عليه السلام بطرف لحيته ، وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ، ثمّ قال : اشتدّ غضب اللَّه على اليهود حين قالوا : عزير ابن اللَّه ، واشتدّ غضب اللَّه على النصارى حين قالوا : المسيح ابن اللَّه ، واشتدّ غضب اللَّه على المجوس حين عبدوا النار من دون اللَّه ، واشتدّ غضب اللَّه على قوم قتلوا نبيّهم ، واشتدّ غضب اللَّه على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيّهم .
قال : فضرب الحرّ بن يزيد فرسه ، وجاز عسكر عمر بن سعد (لعنه اللَّه) إلى عسكر الحسين عليه السلام ، واضعاً يده على رأسه ، وهو يقول : الّلهمّ إليك اُنيب فَتُب عليَّ ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك . يا بن رسول اللَّه ، هل لي من توبة؟ قال : نعم ، تاب اللَّه عليك . قال : يا بن رسول اللَّه ، أتأذن لي فاُقاتل عنك؟ فأذن له ، فبرز وهو يقول :

أَضرِبُ في أعناقِكُم بالسيفِ‏عن خيرِ مَن حَلَّ بلادَ الخيفِ‏
فقتل منهم ثمانية عشر رجلاً ، ثمّ قُتِلَ ، فأتاه الحسين عليه السلام ودمه يشخب ، فقال : بخ بخ يا حرّ ، أنت حرّ كما سمّيت في الدنيا والآخرة ، ثمّ أنشأ الحسين عليه السلام يقول :

۱لنعِمَ الحُرّ حُرّ بَني رِياحِ‏ونِعمَ الحرّ مختلف الرماح‏
وَنِعمَ الحرّ إذ نادى حُسَيناًفَجادَ بِنَفسِهِ عندَ الصَباح .
ثمّ برز من بعده زهير بن القين البجلي ، وهو يقول مخاطباَ للحسين عليه السلام :

اليومَ نَلقَى جَدَّك النبيّاوَحَسناً والمرتضى عليّاً

1.۲۱۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
440

برير بن خضير الهمداني - قال إبراهيم بن عبداللَّه راوي الحديث : هو خال أبي إسحاق الهمداني - فقال : يا بن رسول اللَّه ، أتأذن لي فأخرج إليهم ، فاُكلّمهم؟ فأذن له فخرج إليهم ، فقال :
يا معشر الناس ، إنّ اللَّه عزّ و جلّ بعث محمّداً بالحقّ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللَّه بإذنه وسراجاً منيراً ، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها ، وقد حيل بينه وبين ابنه؟!
فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام فاكفف ، فواللَّه ، ليعطش الحسين كما عطش مَن كان قبله .
فقال الحسين عليه السلام : اقعد يا برير .
ثمّ وثب الحسين عليه السلام متوكّئاً على سيفه ، فنادى بأعلى صوته ، فقال : أنشُدُكُم اللَّه ، هل تعرفوني؟ قالوا : نعم ، أنت ابن رسول اللَّه وسبطه .
قال : أنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : أنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ اُمّي فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليه و آله ؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : أنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ جدّتي خديجة بنت خويلد ، أوّل نساء هذه الاُمّة إسلاماً؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : أنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ سيّد الشهداء حمزة عمّ أبي؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : فأنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ جعفراً الطيّار في الجنّة عمّي؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : ۱فأنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ هذا سيف رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وأنا متقلّده؟ قالوا : الّلهمّ نعم .
قال : فأنشُدُكُم اللَّه ، هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله أنا لابسها؟ قالوا : الّلهمّ نعم .

1.۲۱۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6079
صفحه از 512
پرینت  ارسال به