قبل اللَّه فيه توبة داود عليه السلام ، وإنّما قبل اللَّه توبته في ذي الحجّة ، ويزعمون أنّه اليوم الذي أخرج اللَّه فيه يونس عليه السلام من بطن الحوت ، وإنّما أخرجه اللَّه تعالى من بطن الحوت في ذي القعدة ، ويزعمون أنّه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي ، وإنّما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، ويزعمون أنّه اليوم الذي فلق اللَّه فيه البحر لبني إسرائيل ، وإنّما كان ذلك في ربيع الأوّل .
ثمّ قال ميثم : يا جبلة ، اعلمي أنّ الحسين بن عليّ عليهما السلام سيّد الشهداء يوم القيامة ، ولأصحابه على سائر الشهداء درجة . يا جبلة ، إذا نظرتِ إلى الشمس حمراء كأنّها دم عبيط ، فاعلمي أنّ سيّدك الحسين قد قتل .
قالت جبلة : فخرجت ذات يوم ، فرأيت الشمس على الحيطان كأنّها الملاحف المعصفرة ، فصحت حينئذ وبكيت ، وقلت : قد واللَّه قُتِلَ سيّدنا الحسين بن عليّ عليهما السلام .
۰.۱۹۹ / ۲ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه اللّه ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبداللَّه بن عامر ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قال الرضا عليه السلام : إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، واُضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله حرمة في أمرنا . إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون ، فإنّ البكاء يحطّ ۱ .
ثمّ قال عليه السلام : كان أبي (صلوات اللَّه عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات اللَّه عليه) .