417
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الفصل الخامس : مقتل سيّد الشهداء برواية كتاب الأمالي للصدوق‏

الأمالي (أمالي الصدوق) لأبي جعفر لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق (ت ۳۸۱ ه . ق) ، من كبار محدّثي مدرستي الحديث القديمتين قمّ والريّ . وإن كلّ واحد من كتب الشيخ الصدوق رغم تنوّعها واتّساعها قليل النظير في مضماره ، ولا تزال ذخراً ينتفع به الجميع .

وكتاب الأمالي كغيره من كتب الأمالي الاُخرى هو إملاء لمواضيع مختلفة في مجالس عديدة ، أملاها في مجالسَ كان يعقدها يومي الثلاثة والجمعة من كلّ اُسبوع عام ۳۶۷ و ۳۶۸ للهجرة . هذا في غير العشرة الاُولى من محرّم عام ۳۶۸ ه ، حيث اضاف إليها يومي السبت والأحد الموافق للتاسع والعاشر من محرّم ، بالإضافة إلى ذينك اليومين .

وقد كان الشيخ الصدوق رحمه اللّه ينقل (ويملي) الأحاديث مع سلسلة سندها من كلا الفريقين الشيعة وأهل السنّة ، فيقوم تلاميذه بتدوينها . وقد أدّى ذكر الإسناد إلى أن تتهيّأ الأرضيّة لنقد هذه الروايات .

ومواضيع هذه الأحاديث مختلفة ، إلّا أنّ معظمها أخلاقي وتاريخي ، وتشتمل المجالس ۲۷ إلى ۳۱ على الروايات المتعلّقة بمقتل الإمام الحسين عليه السلام ، وعدد هذه الأحاديث ليس كثيراً ، إلّا أنّها تَتمتّع بأهمّية خاصّة بسبب قِدَم الكتاب وقيمته .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
416

منها ، فلم يزل كذلك حتّى لحق باللَّه عزّ و جلّ .

وحدّث مولى له عليه السلام أنّه برز إلى الصحراء يوماً ، قال : فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه ، وأحصيت عليه ألف مرّة يقول : لا إله إلّا اللَّه حقّاً حقّاً ، لا إله إلّا اللَّه تعبّداً ورقّا ، لا إله إلّا اللَّه إيماناً وصدقاً .
ثمّ رفع رأسه من سجوده ، وأنّ لحيته ووجهه قد غُمِرا من الدموع ، فقلت : يا مولاي ، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ ولبكائك أن يقلّ؟

فقال لي : ويحك ، إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم : كان نبيّاً ابن نبيّ ابن نبيّ له اثنا عشر ابناً ، فغيّب اللَّه سبحانه واحداً منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغمّ والهمّ ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حيّ في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقلّ بكائي؟! .

وها أنا أتمثّل وأشير إليهم صلوات اللَّه وسلامه عليهم ، فأقول :

مَن مخبرُ الملبسينا بانتزاحهم‏ثَوباً مِن الحُزنِ لا يَبلى ويَبلينا
إنّ الزمانَ الذي قَد كانَ يُضحِكُنابِقُربِهِم صارَ بالتَفريقِ يُبكينا
حالَت لِفقدانِهِم أيّامُنا فَغَدَت‏سوداً وَكانَت بِهِم بيضاً لَيالينا
وهاهنا منتهى ما أردناه وآخر ما قصدناه ، ومن وقف على ترتيبه ورسمه ، مع اختصاره وصغر حجمه ، عرف تمييزه على أبناء جنسه ، وفهم فضيلته في نفسه .

والحمد للَّه ربّ العالمين ، وصلاته وسلامه على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5795
صفحه از 512
پرینت  ارسال به