مغزل فاطمة بنت محمّد ومقنعتها وقلادتها وقميصها .
فأمر بردّ ذلك ، وزاد عليه مئتي دينار ، فأخذها زين العابدين عليه السلام وفرّقها على الفقراء والمساكين .
۱ثمّ أمر بردّ الاُسارى وسبايا البتول إلى أوطانهم بمدينة الرسول .
وأمّا رأس الحسين عليه السلام ، فروي أنّه اُعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف صلوات اللَّه عليه ، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه .
ورويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركناها؛ لئلّا نفسخ ما شرطناه من اختصار الكتاب .
قال الراوي : ولمّا رجع نساء الحسين عليه السلام وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق ، قالوا للدليل : مرّ بنا على طريق كربلاء .
فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبداللَّه الأنصاري رحمه اللّه ؛ وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول صلى اللّه عليه و آله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا الآمتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أيّاماً .
فروي عن أبي جناب الكلبي ، قال : حدّثني الجصّاصون ، قالوا : كنّا نخرج ۲إلى الجبّانة في الليل عند مقتل الحسين عليه السلام ، فنسمع الجن ينوحون عليه فيقولون:
مَسَحَ الرَّسولُ جَبِينَهُفَلَهُ بَريقٌ في الخُدودِ
أَبَواهُ مِن عَليا قُرَيشٍجَدَّهُ خَيرُ الجُدودِ
قال الراوي : ثمّ انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة .
قال بشير بن حذلم : فلمّا قربنا منها نزل عليّ بن الحسين عليه السلام ، فحطّ رحله ، وضرب فسطاطه ، وأنزل نساءه .
وقال : يا بشر ، رحم اللَّه أباك لقد كان شاعراً ، فهل تقدر على شيء منه؟ . قلت :