411
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

بلى يا بن رسول اللَّه إنّي لشاعر .

قال : فادخل المدينة وانعَ أبا عبداللَّه عليه السلام . قال بشر : فركبت فرسي وركضت حتّى دخلت المدينة ، فلمّا بلغت مسجد ۱النبيّ صلى اللّه عليه و آله رفعت صوتي بالبكاء ، وأنشأت أقول :

يا أَهلَ يَثرِبَ لا مُقامَ لَكُم بِهاقُتِلَ الحُسَينُ فَأَدمُعي مِدرارُ
الجِسمُ مِنهُ بِكَربَلاء مُضَرَّجٌ‏والرَأسُ مِنهُ عَلى القَناةِ يُدارُ
قال : ثمّ قلت : هذا عليّ بن الحسين مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم اُعرّفكم مكانه .

قال : فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزن من خدورهنّ ، مكشوفة شعورهنّ مخمّشة وجوههنّ ، ضاربات خدودهنّ ، يدعون بالويل والثبور ، فلم أرَ باكياً ولا باكية أكثر من ذلك اليوم ، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .

وسمعت جارية تنوح على الحسين وتقول :

نَعَى سيِّدي ناعٍ نَعاهُ فَأَوجَعافَأَمرَضَني ناعٍ نَعاه فَأفجَعا
أَعَينَيَّ جودا بالمَدامعِ واسكُباوجَودا بِدَمعٍ بَعدَ دَمعِكُما معا
على مَن دَهَى عَرشَ الجَليلِ فَزَعزَعاوأَصبحَ أَنفُ الدينِ والمَجدِ أَجدَعا
۲عَلى ابنِ نَبِيِّ اللَّهِ وابنِ وَصِيِّهِ‏وَإِن كان عَنّا شاحطُ الدارِ أشسَعا
ثمّ قالت : أيّها الناعي ، جدّدت حزننا بأبي عبداللَّه عليه السلام ، وخدشت منّا قروحاً لمّا تندمل ، فمن أنت يرحمك اللَّه؟

1.۲۲۶

2.۲۲۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
410

مغزل فاطمة بنت محمّد ومقنعتها وقلادتها وقميصها .

فأمر بردّ ذلك ، وزاد عليه مئتي دينار ، فأخذها زين العابدين عليه السلام وفرّقها على الفقراء والمساكين .
۱ثمّ أمر بردّ الاُسارى وسبايا البتول إلى أوطانهم بمدينة الرسول .
وأمّا رأس الحسين عليه السلام ، فروي أنّه اُعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف صلوات اللَّه عليه ، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه .

ورويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركناها؛ لئلّا نفسخ ما شرطناه من اختصار الكتاب .
قال الراوي : ولمّا رجع نساء الحسين عليه السلام وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق ، قالوا للدليل : مرّ بنا على طريق كربلاء .

فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبداللَّه الأنصاري رحمه اللّه ؛ وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول صلى اللّه عليه و آله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا الآمتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أيّاماً .

فروي عن أبي جناب الكلبي ، قال : حدّثني الجصّاصون ، قالوا : كنّا نخرج ۲إلى الجبّانة في الليل عند مقتل الحسين عليه السلام ، فنسمع الجن ينوحون عليه فيقولون:

مَسَحَ الرَّسولُ جَبِينَهُ‏فَلَهُ بَريقٌ في الخُدودِ
أَبَواهُ مِن عَليا قُرَيشٍ‏جَدَّهُ خَيرُ الجُدودِ
قال الراوي : ثمّ انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة .

قال بشير بن حذلم : فلمّا قربنا منها نزل عليّ بن الحسين عليه السلام ، فحطّ رحله ، وضرب فسطاطه ، وأنزل نساءه .
وقال : يا بشر ، رحم اللَّه أباك لقد كان شاعراً ، فهل تقدر على شي‏ء منه؟ . قلت :

1.۲۲۴

2.۲۲۵

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6141
صفحه از 512
پرینت  ارسال به