409
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

۱قال : أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم .
يا منهال ، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّداً عربي ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّداً منها ، وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشرّدون ، فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ممّا أمسينا فيه يا منهال .

وللَّه درّ مهيار حيث يقول :

يُعَظِمّونَ لَهُ أَعوادَ مِنبَرِهِ‏وَتَحتَ أقدامِهِم أَولادُهُ وَضَعوا
بَأيِّ حُكمٍ بَنوهَ يَتبَعونَكُم‏وَفَخرُكُم أَنَّكُم صَحبٌ له تَبَعٌ‏
ودعا يزيد يوماً بعليّ بن الحسين عليه السلام وعمرو بن الحسن وكان عمرو صغيراً ، يقال : إنّ عمره إحدى عشرة سنة ۲فقال له : أتصارع هذا ، يعني ابنه خالداً؟

فقال له عمرو : لا ، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ، ثمّ اُقاتله . فقال يزيد (لعنه اللَّه) :

شَنشَنَةٌ أَعرِفَها مِن أَخزَم‏هَل تَلِدُ الحَيَّةُ إلاّ الحَيَّةَ
وقال لعليّ بن الحسين عليه السلام : اذكر حاجاتك الثلاث التي وعدتك بقضائهنّ؟

فقال له : الأولى : أن تريني وجه سيّدي ومولاي الحسين ، فأتزوّد منه وأنظر إليه واُودّعه .
والثانية : أن تردّ علينا ما اُخذ منّا .
والثالثة : إن كنت عزمت على قتلي أن توجّه مع هؤلاء النسوة من يردهنّ إلى حرم جدهنّ عليهم السلام .

فقال : أمّا وجه أبيك فلن تراه أبداً ، وأمّا قتلك فقد عفوت عنك ، وأمّا النساء فلا يردّهنّ إلى المدينة غيرك ، وأمّا ما اُخذ منكم فإنّي أعوّضكم عنه أضعاف قيمته .

فقال عليه السلام : أمّا مالك فلا نريده ، وهو موفّر عليك ، وإنّما طلبت ما اُخذ منّا؛ لأنّ فيه

1.۲۲۲

2.۲۲۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
408

فقال النصراني : اُفٍّ لكَ ولدينك ، لي دين أحسن من دينك ، إنّ أبي من حوافد داود عليه السلام ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظّمونني ويأخذون من تراب أقدامي تبرّكاً بي بأنّي من حوافد داود عليه السلام ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم ، وليس بينه وبين نبيّكم إلّا اُمّ واحدة ، فأيّ دين دينكم؟!!
ثمّ قال ليزيد : هل سمعت حديث كنيسة الحافر؟ فقال له : قل حتّى أسمع .

فقال : إنّ بين عمان والصين بحر مسيره ستّة أشهر ليس فيها ۱عمران إلّا بلدة واحدة في وسط الماء ، طولها ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً ، ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها ، ومنها يحمل الكافور والياقوت ، أشجارهم العود والعنبر ، وهي في أيدي النصارى ، لا ملك لأحد من الملوك فيها سواهم .

وفي تلك البلدة كنائس كثيرة ، أعظمها كنيسة تسمّى كنيسة الحافر ، في محرابها حقّة ذهب معلّقة ، فيها حافر يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى ، وقد زيّنوا حول الحقّة بالذهب والديباج ، يقصدها في كلّ عام عالم من النصارى ، ويطوفون حولها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى اللَّه تعالى عندها .

هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون أنّه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيّهم ، وأنتم تقتلون ابن ابنة نبيّكم!! فلا بارك اللَّه فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد : اقتلوا هذا النصراني لئلّا يفضحني في بلاده . فلمّا أحسّ النصراني بذلك ، قال له : أتريد أن تقتلني؟ قال : نعم .

قال : اعلم أنّي رأيت البارحة نبيّكم في المنام يقول : يا نصراني أنت من أهل الجنّة ، فتعجّبت من كلامه ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه ، وأنّ محمّداً رسول اللَّه ، ثمّ وَثَبَ إلى رأس الحسين عليه السلام ، وضمّه إلى صدره ، وجعل يقبله ويبكي حتّى قُتِلَ .
قال : وخرج زين العابدين عليه السلام يوماً يمشي في أسواق دمشق ، فاستقبله المنهال بن عمرو ، فقال : كيف أمسيت يا بن رسول اللَّه؟

1.۲۲۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6179
صفحه از 512
پرینت  ارسال به