407
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ثمّ أمر بهم إلى منزل لا يكنّهم من حرّ ولا بردٍ ، فأقاموا فيه حتّى تقشرّت وجوههم ، وكانوا مدّة مقامهم في البلد المشار إليه ينوحون على الحسين عليه السلام .
۱قالت سكينة : فلمّا كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيت في المنام ، وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره : ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها ، فسألت عنها ، فقيل لي : فاطمة ابنة محمّد اُمّ أبيك .
فقلت : واللَّه ، لأنطلقن إليها ولأخبرنّها ما صنع بنا ، فسعيت مبادرة نحوها ، حتّى لحقت بها ووقفت بين يديها أبكي وأقول : يا اُمّتاه جحدوا واللَّه حقّنا ، يا اُمّتاه بدّدوا واللَّه شملنا ، يا اُمّتاه استباحوا واللَّه حريمنا ، يا اُمّتاه قتلوا واللَّه الحسين أبانا .

فقالت لي : كفّي صوتك يا سكينة ، فقد قطّعت نياط قلبي ، وأقرحت كبدي ، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتّى ألقى اللَّه به .
وروى ابن لهيعة ، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرحمن ، قال : لقيني رأس الجالوت فقال : واللَّه ، إنّ بيني وبين داود عليه السلام سبعين أباً ، وإنّ اليهود تلقاني فتعظّمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيّكم إلّا أب واحد قتلتم ولده؟!

وروي عن زين العابدين عليه السلام أنّه قال : لمّا أتوا برأس الحسين عليه السلام إلى يزيد (لعنه اللَّه) كان يتّخذ مجالس الشرب ، ويأتي برأس الحسين عليه السلام ويضعه بين يديه ۲ويشرب عليه .

فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم ، وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب ، هذا رأس مَن؟ فقال له يزيد : مالك ولهذا الرأس؟

فقال : إنّي إذا رجعت إلى مَلِكنا يسألني عن كلّ شي‏ء رأيته ، فأحببت أن أخبره بقصّة هذا الرأس وصاحبه ، حتّى يشاركك في الفرح والسرور .
فقال له يزيد (لعنه اللَّه) : هذا رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب . فقال الرومي : ومَن اُمّه؟ فقال : فاطمة ابنة رسول اللَّه .

1.۲۱۹

2.۲۲۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
406

قال الراوي : ثمّ استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فقالوا : لا تتّخذ من كلب سوء جروا .
فقال له النعمان بن بشير : انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم .
ونظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة ابنة الحسين عليه السلام ، فقال : يا أميرالمؤمنين ، هب لي هذه الجارية .

فقالت فاطمة لعمّتها : يا عمّتاه اُيتمت واُستخدم؟ فقالت زينب : لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق .
فقال الشامي : مَن هذه الجارية؟ فقال له يزيد (لعنه اللَّه) : هذه فاطمة ابنة الحسين ، وتلك عمّتها زينب ابنة عليّ .

فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعليّ بن أبي طالب؟! ۱قال : نعم .
فقال الشامي : لعنك اللَّه يا يزيد ، تقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيّته؟! واللَّه ، ما توهّمت إلّا أنّهم سبي الروم . فقال يزيد : واللَّه ، لألحقنّك بهم ، ثمّ أمر به فضرب عنقه .

قال الراوي : ودعا يزيد (لعنه اللَّه) بالخاطب ، وأمره أن يصعد المنبر فيذمّ الحسين وأباه صلوات اللَّه عليهما ، فصعد ، وبالغ في ذمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والحسين الشهيد ، والمدح لمعاوية ويزيد .

فصاح به عليّ بن الحسين عليه السلام : ويلك أيها الخاطب! اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوّأ مقعدك من النار .

ولقد أحسن ابن سنان الخفاجي في وصف أمير المؤمنين صلوات اللَّه وسلامه عليه وأولاده ، حيث يقول :

أَعَلَى المَنابِرِ تعلنونَ بِسَبِّهِ‏وَبِسَيفِهِ نُصِبَت لَكُم أَعوادُها
قال الراوي : ووعد يزيد (لعنه اللَّه) عليّ بن الحسين عليه السلام في ذلك اليوم أنّه يقضي له ثلاث حاجات .

1.۲۱۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6183
صفحه از 512
پرینت  ارسال به