مهلاً ، أنسيت قول اللَّه عزّ و جلّ : «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ»؟
أمن العدل - يا بن الطلقاء - تخديرك إماءك ونساءك وسوقك بنات رسول ۱اللَّه سبايا ، قد هتكتَ ستورهنّ ، وأبديتَ وجوههنَّ ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المنازل والمناهل ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ، والدنيّ والشريف ، ليس معهنّ من رجالهنّ وليّ ، ولا من حماتهنّ حمي؟!
وكيف ترتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه بدماء الشهداء؟!
وكيف يستظلّ في ظلمنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشنف۲ والشنآن والإحن۳ والأضغان؟!
ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم :
فَأَهَلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحاًثُمَّ قالوا : يا يَزيدُ لا تُشَل
منتحياً على ثنايا أبي عبداللَّه صلى اللّه عليه و آله سيّد شباب أهل الجنّة تنكتها بمخصرتك .
وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرّيّة محمّد صلى اللّه عليه و آله ونجوم الأرض من آل عبد المطّلب؟! وتهتف بأشياخك ، زعمت أنّك تناديهم! فلتردنّ وشيكاً موردهم ، ولتودنّ أنّك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ۴وفعلت ما فعلت .
اللّهمّ خذ بحقّنا ، وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا .
فواللَّه ، ما فريت إلّا جلدك ، ولاحززت إلّا لحمك ، ولتردنَّ على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بما تحمّلت من سفك دماء ذرّيّته ، وانتهكت من حُرمته في عترته ولُحمته ، وحيث يجمع