شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى»؟ قال : نعم .
فقال عليه السلام : فنحن القربى يا شيخ ، وهل قرأت هذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» قال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال عليه السلام : نحن أهل البيت الذين خصّنا اللَّه بآية الطهارة يا شيخ .
قال الراوي : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به ، وقال : تاللَّه ، إنّكم هم؟!
فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : تاللَّه ، إنّا لنحن هم من غير شكّ ، وحقّ جدّنا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، إنّا لنحن هم .
قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللّهمّ إنّي ۱أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد صلى اللّه عليه و آله من الجنّ والإنس ، ثمّ قال : هل لي من توبة؟
فقال له : نعم ، إن تبت تاب اللَّه عليك وأنت معنا ، فقال : أنا تائب .
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل .
قال الراوي : ثمّ اُدخل ثقل الحسين عليه السلام ونساؤه ومَن تخلّف من أهله على يزيد ، وهم مقرنون في الحبال ، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال ، قال له عليّ بن الحسين عليه السلام : أنشدُك اللَّه يا يزيد ، ما ظنّك برسول اللَّه صلي اللَّه عليه وآله لو رآنا على هذه الصفة؟! فأمر يزيد بالحبال فقطّعت .
ثمّ وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه ، وأجلس النساء خلفه؛ لئلّا ينظرن إليه ، فرآه عليّ بن الحسين عليه السلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً .
وأمّا زينب ، فإنّها لمّا رأته أهوت إلى جيبها فشقّته ، ثمّ نادت بصوت حزين يقرح القلوب : يا حسيناه! يا حبيب رسول اللَّه! يا بن مكّة ومنى! يا بن فاطمة الزهراء سيّدة النساء! يا بن بنت المصطفى!
قال الراوي : فأبكت واللَّه كلّ من كان حاضراً في المجلس ، ويزيد ساكت .
ثمّ جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين عليه السلام وتنادي : ۲