403
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

يا حسيناه! يا حبيباه! يا سيّداه! يا سيّد أهل بيتاه! يا بن محمّداه! يا ربيع الأرامل واليتامى! يا قتيل أولاد الأدعياء!!

قال الراوي : فأبكت كلّ من سمعها .
قال : ثمّ دعا يزيد بقضيب خيزران ، فجعل ينكث به ثنايا الحسين عليه السلام .
فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي وقال : ويحك يا يزيد! أتنكت بقضيبك ثغر الحسين عليه السلام ابن فاطمة؟! أشهد لقد رأيت النبيّ صلى اللّه عليه و آله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة ، قتل اللَّه قاتليكما ولعنه ، وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً .

قال الراوي : فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فاُخرج سحباً .
قال : وجعل يزيد (لعنه اللَّه) يتمثّل بأبيات ابن الزبعري ويقول :

لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدواجَزَعَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَل‏
فَأَهلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحاًثُمَّ قالوا : يا يَزيدُ لا تُشَل‏
قَد قَتَلنا القَرمَ مِن ساداتِهِم‏وَعَدَلناهُ بِبَدرٍ فاعتَدَل‏
۱لَعِبَت هاشِمُ بالمُلكِ فَلاخَبَرٌ جاءَ وَلا وَحي ، نَزَل‏
لَسْتُ مِن خِندِفَ إن لَم أَنتَقِم‏مِن بَني أَحمَدَ ما كان فَعَل‏
قال الراوي : فقامت زينب ابنة عليّ عليه السلام وقالت :

الحمد للَّه ربّ العالمين ، وصلّى اللَّه على محمّد وآله أجمعين ، صدق اللَّه كذلك يقول : «ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاُوا السُّوأَى‏ أَن كَذَّبُوا بَِايَاتِ اللَّهِ وَ كَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ» ، أظننت يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء أنّ بنا على اللَّه هواناً ، وبك عليه كرامة؟! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده؟! فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلاً مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والاُمور متّسقة ، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا ، فمهلاً

1.۲۱۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
402

شَىْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى‏»؟ قال : نعم .

فقال عليه السلام : فنحن القربى يا شيخ ، وهل قرأت هذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» قال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال عليه السلام : نحن أهل البيت الذين خصّنا اللَّه بآية الطهارة يا شيخ .
قال الراوي : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به ، وقال : تاللَّه ، إنّكم هم؟!
فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : تاللَّه ، إنّا لنحن هم من غير شكّ ، وحقّ جدّنا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، إنّا لنحن هم .

قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللّهمّ إنّي ۱أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد صلى اللّه عليه و آله من الجنّ والإنس ، ثمّ قال : هل لي من توبة؟
فقال له : نعم ، إن تبت تاب اللَّه عليك وأنت معنا ، فقال : أنا تائب .
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل .

قال الراوي : ثمّ اُدخل ثقل الحسين عليه السلام ونساؤه ومَن تخلّف من أهله على يزيد ، وهم مقرنون في الحبال ، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال ، قال له عليّ بن الحسين عليه السلام : أنشدُك اللَّه يا يزيد ، ما ظنّك برسول اللَّه صلي اللَّه عليه وآله لو رآنا على هذه الصفة؟! فأمر يزيد بالحبال فقطّعت .

ثمّ وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه ، وأجلس النساء خلفه؛ لئلّا ينظرن إليه ، فرآه عليّ بن الحسين عليه السلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً .
وأمّا زينب ، فإنّها لمّا رأته أهوت إلى جيبها فشقّته ، ثمّ نادت بصوت حزين يقرح القلوب : يا حسيناه! يا حبيب رسول اللَّه! يا بن مكّة ومنى! يا بن فاطمة الزهراء سيّدة النساء! يا بن بنت المصطفى!

قال الراوي : فأبكت واللَّه كلّ من كان حاضراً في المجلس ، ويزيد ساكت .

ثمّ جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين عليه السلام وتنادي : ۲

1.۲۱۲

2.۲۱۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6231
صفحه از 512
پرینت  ارسال به