401
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظّارة ، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنّا ، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال!

فأمر في جواب سؤالها : أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفراً وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة ، حتّى أتى بهم إلى باب دمشق ، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي .

وروي أنّ بعض التابعين لمّا شاهد رأس الحسين عليه السلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلمّا وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك ، فقال : ۱ألا ترون ما نزل بنا ، ثمّ أنشأ يقول :

جاؤوا بِرَأسِكَ يا بنَ بِنتَ مُحَمَّدٍمُتَزَمِّلاً بِدِمائِهِ تَزميلا
وَكَأَنَّما بِكَ يا بن بِنتِ مُحَمَّدٍقَتَلوا جِهاراً عامِدِينَ رَسولا
قَتَلوكَ عُطشاناً وَلَمّا يَرقَبوافي قَتلِكَ التَنزيلَ والتَأويلا
وَيُكَبِّرون بَأَن قُتلتَ وإِنِّماقَتَلوا بِكَ التَكبيرَ والتَهليلا
قال الراوي : جاء شيخ ، فدنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله وهم في ذلك الموضع وقال : الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم ، وأراح البلاد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم!!!

فقال له عليّ بن الحسين عليه السلام : يا شيخ ، هل قرأت القرآن؟ قال نعم .
قال : فهل عرفت هذه الآية : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏»؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك .

فقال له عليّ عليه السلام : نحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت في بني إسرائيل : ۲«وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ»؟ فقال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال : فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية : «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن

1.۲۱۰

2.۲۱۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
400

فاستدعى ابن زياد بمحفر بن ثعلبة العائذي ، فسلّم إليه الرؤوس والاُسارى والنساء ، فسار بهم محفر إلى الشام كما يسار بسبايا الكفّار ، يتصفّح وجوههنّ أهل الأقطار .

روى ابن لهيعة وغيره حديثاً أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : كنت أطوف بالبيت ، فإذا أنا برجل يقول : اللّهمّ اغفر لي وما أراك فاعلاً .
۱فقلت له : يا عبداللَّه ، اتّق اللَّه ولا تقل مثل هذا ، فإنّ ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمصار وورق الأشجار فاستغفرت اللَّه غفرها لك ، إنّه غفور رحيم .
قال : فقال لي : ادن منّي حتّى اُخبرك بقصّتي ، فأتيته ، فقال : اعلم أننا كنّا خمسين نفراً ممّن سار مع رأس الحسين إلى الشام ، فكنّا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت وشربنا الخمر حول التابوت ، فشرب أصحابي ليلة حتّى سكروا ، ولم أشرب معهم ، فلمّا جنّ الليل سمعت رعداً ورأيت برقاً ، فإذا أبواب السماء قد فُتحت ، ونزل آدم ونوح وإبراهيم وإسحاق وإسماعيل ونبيّنا محمّد صلّي اللَّه عليه وآله وعليهم أجمعين ، ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة ، فدنا جبرئيل من التابوت ، فأخرج الرأس وضمّه إلى نفسه وقبّله ، ثمّ كذلك فعل الأنبياء كلّهم ، وبكى النبيّ صلى اللّه عليه و آله على رأس الحسين وعزّاه الأنبياء .

وقال له جبرئيل : يا محمّد ، إنّ اللَّه تعالى أمرني أن اُطيعك في اُمّتك ، فإن أمرتني زلزلت الأرض بهم ، وجعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط .
فقال النبي صلى اللّه عليه و آله : لا يا جبرئيل ، فإنّ لهم معي موقفاً بين يدي اللَّه يوم القيامة .
ثمّ جاء الملائكة نحونا ليقتلونا ، فقلت : الأمان يا رسول اللَّه ، فقال : اذهب ، فلا غفر اللَّه لك .

۲قال الراوي : وسار القوم برأس الحسين عليه السلام ونسائه والأسرى من رجاله ، فلمّا قربوا من دمشق دنت اُمّ كلثوم من الشمر - وكان من جملتهم - فقالت : لي إليك حاجة ، فقال : وما حاجتك؟

1.۲۰۸

2.۲۰۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6268
صفحه از 512
پرینت  ارسال به